لمساجلات شعراء حضرموت الشعبيين نكهة خاصة سيما إذا جرت بين شاعرين أو أكثر لهم باع طويل في الشعر وتجربة غنية وإلمام بتفاصيل حياة من يساجلوه وتفاعل مع مجريات الأحداث والهم الوطني .ومن أشهر هذه المساجلات ــ إلى جانب ما أوردنا بعضها في الحلقات السابقة ــ مساجلة الشاعر . محفوظ علي با سويد مع الشاعر. محمد بن هاوي با وزير الملَّقب «أبو سراجين» ودارت حول الاقتتال الحزبي في جنوب اليمن ــ سابقاً ــ فيما بينهم البين . يقول . با سويد :
غنْ يالمغني صانك الرحمن وبصوتك شرع
النار رشنت عند بحسن بينهم حق الحمـــار
الآدمي لا قد كبر عقلــه يزيِّد في الشبـــــع
ولا يشوف الخلق با يخطي على صاحب وجار
فرد عليه «بوسراجين» وكان في صف الحزب قائلاً:
كل من طرح رجله على الرقدة وعا بابي قرع
جواب متيسر معي والموت قصَّاد العمـــــار
محد شفق بالراعية لي ثوبها كلــه رقــــع
تشكي وتبكي من كرامه هو سالم با بهار
من حب حد با يدخله في ضيق ما له شيء وسع
ومن بغض واحد يخلي المصنعة مراغة حمار
فرد عليه محفوظ باسويد غامزاً في قناة «بو سراجين» الذي كان وقتها يشتغل في مكتب الإسكان . «العقار» حالياً :
حيا رحب بأبيات من شاعر يركِّن في البقع
تعلم المبنى لأنه كان في والده بــــار
لكن تالي الوقت تتبعهم صحابك بالضيع
طرحوه ربان السفينة جابها فوق القشار
ما ليوم لا قدام شفنا لا ورى ما با رجع
والله نحك الصفر حقك لا تقع لي شقي وحار
ومن مساجلات شعر ( الشبواني ) ما دار بين الشاعر سعيد مخرِّج الملقَّب «بو عابد» وبين الشاعر الشهير . عمر بن شيخ باوزير. حيث بدع «بوعابد» بالقول :
وينه عمر بن شيخ لي هو يندعي بالمتجرة
التاجر إلانا منوِّل في وسيعات الخنون
أنا عمدت الكيب لي فيه القروش امكورة
وهو في الرملة مع اللي بالمغادف يغدفون
فأجابه الشاعر. عمر بن شيخ من بين الشعراء على البديهة قائلاً:
حيا رحب بأبيات من شاعر يحن ع المجورة
تربات خير الناس لي هم في المجورة ما ينتسون
على سبيل البسط يا رجَّال هت كل ما جره
وعوايد الشعار وإخوان الصفاء ما يحنقون
في الحلقة القادمة سنعرض لكم المساجلة الشهيرة التي دارت بين الشاعر الكبير
: حسين بن أبي بكر المحضار والشاعر. عمر عبد الله الملقَّب «بو مسلم» والشاعر «صالح جمعان بامعرفة» والشاعر «سعيد زحفان» . فتابعونا