نقطة قوة الحوثي سلاحه، كما أن نقطة ضعف الحوثي سلاحه أيضاً .. كذلك نقطة قوة الحوثي طائفيته، كما أن نقطة ضعف الحوثي طائفيته بالمقابل .
وأما في اللحظة التي تتمسك فيها الهمجية الرعناء بسلاح الحوثي، لابد أن تنفض عقلانية السياسة من حوله. ثم أن القوة المسلحة في لغة السياسة هي علة وطنية كبرى .وبالتأكيد ليس في السلاح والطائفية موقفاً بطولياً مشرفاً، بل إن في السلاح والطائفية مآسٍ وحماقات لاتنتهي . على أن الظاهرة الحوثية كما يبدو تريد من بقية القوى التبعية والخضوع، في حين لاتأبه بالتحالفات وإنما بتنفيذ الأوامر ، وإذ لا تتقبل الآخرين فكيف يتقبلونها ؟
في السياق علينا استيعاب دلالة السلوك التحريمي القسري الذي تتبعه جماعة انصار الله بوعي سلفي شيعي ينبع من ذات المجال المأزوم الذي ينبع منه الوعي السلفي السني مهما ادعت اختلافها عنه . وفضلاً عن ذلك لايمكن إغفال مختلف استعادات الحوثيين الملتبسة والمعقدة للتاريخ وأثرها الرجعي على المستقبل كونها استعادات رثة تقود الى تأجيج الخطاب البائد الذي لايمكن ان ينقذ اليمنيين من ازماتهم الراهنة وتجاوزها بنضج .
فالظاهرة الحوثية ببساطة تتكئ على معتقدات دينية مغلقة وغير مرنة للأسف . بينما يبدو محسوماً ان الدولة المذهبية ضد الدولة المدنية ، كما ان دولة الجمود لاتتواءم مع دولة التحديث ، بالتالي فإن مسألة تفضيلات البطنين في الفقه السياسي الحوثي مثلاً تعد مسألة إشكالية تقود الى الاصطفائية واللاسياسة إضافة الى انها تعيق التطور وتزرع الشقاق في الدولة والمجتمع.
بهكذا نظرة مشوشة للذات وللآخر ينسد أفق جماعة انصار الله يوماً إثر آخر كما نلاحظ . ولقد رأينا بوضوح كيف يتعاملون ضد من يخالفهم الرأي في صعدة وعمران ، ماسيؤدي- أكثر من غيرهم في الساحة -إلى عدم كسب رهانهم-الذي نأمله- في استيعاب قيم التعايش والقانون و الدمقرطة والحريات والحقوق والمواطنة والتمدن .
fathi_nasr@hotmail.com