من المؤكد ان السجالات التي استمرت اكثر من تسعه أشهر بين مختلف المكونات المجتمعية داخل مؤتمر الحوار الوطني الشامل لم تدع شاردة أو واردة إلا وناقشتها ووضعت لها حلولاً ومعالجات وتحديداً فيما يسمى بالعدالة الانتقالية التي استحضرت مشاكل اليمنيين منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر مطلع ستينيات القرن المنصرم وحتى أحداث مطلع عام 2011م.
ولقد كان من الطبيعي أن تشمل تلك السجالات تركة أسرة حميد الدين في الشمال والسلاطين في الجنوب .. وبعد ذلك قضيه التأميم المعروفة في المحافظات الجنوبية والشرقية مع العلم بأن جُل تلك التركة قد تم معالجتها بصورة محدودة إثر قيام الوحدة عام 1990م .
وتبعاً لذلك لم يكن الحوثيون بحاجة الى إراقة الدماء من اجل استعادة رموز الماضي .. ويمكن القياس على كل ممتلكات الإمامة ، خاصه وان الاصرار على فرض الأمر الواقع بقوة السلاح - سواء لهذا المبرر او لغيره - سيتطلب فتح جروح لا تنتهي ، إذ كان من الممكن وبالوسائل السلمية استعادتها ودون كلفة تذكر .
في تقديري الشخصي فإن قيام الدولة اليمنية الإتحادية على انقاض الأخطاء الاستراتيجية كفيل بأن تعالج مجمل المشكلات المجتمعية بما في ذلك التوافق على صيغ الشراكة الوطنية في السلطة والثروة دون هيمنه أو استئثار أو إقصاء وبما يحقق تناسي رواسب الماضي والتأسيس لمستقبل واعد بالخير .
والحال كذلك .. لماذا إعادة محاولة إنتاج الأخطاء وإيقاظ الفتنة وإذكاء نار الاختلاف ؟ ومن ثم دق طبول الإحتراب طالما وأن الشراكة قائمة والتي لن تقتصر- بالتأكيد- على الدولة وإنما كذلك على الطراف الآخر خاصة وهو يستحضر رموز الاختلاف ؟!
الأمل أن يتعظ الجميع بمآسي الماضي حتى لا نكون جزءاً منه ونحن نُؤسس للمستقبل .