تقتضي الأوضاع المحكومة بالقلق والهواجس المتزايدين سرعة العمل على طمأنة الجموع الشعبية, وخاصة سكان العاصمة, والمبادرة إلى نزع عوامل التوتر وعناصر الانفجار المحتمل وتدارك الوضع الراهن بكل ما يحول دون انزلاقه إلى مخاطر المجهول والخروج الجزئي أو الكلي عن التحكّم به أو السيطرة على مساراته ومآلاته من قبل أي من أطراف الأزمة أو هذه الأطراف مجتمعة.
ما سبق قوله لا يُجانب الحقيقة القائمة في الواقع أو الاحتمال, وليس فيه مبالغة بأي قدر, لذلك ندعو كل ذي مسئولية مادية أو معنوية إلى أداء ما تفرضه عليه هذه المسئولية من واجب الحرص على تجنيب الوطن والشعب كوارث وويلات استمرار الأزمة أو انفجارها المنفلت من كل قيد والعصي على التحكم بحجمه ومداه, أو السيطرة على حركته المدمرة ومآلتها الكارثية بكل تأكيد.
لهذا, وسواه مما يدركه الجميع ويعترف به كل أطراف الأزمة الراهنة, ندعو إلى مقاربة شجاعة للأزمة, تحقق التهدئة اللازمة للعقل والحكمة كي يفتحا طريقاً للسلام والأمن بعيداً عن مناخ القلق والنفسية المضطربة في رؤيتها للواقع وإدراكها لمخاطر ما تتوهّم أنها فرصتها المناسبة لإلحاق الخسارة بالخصوم وإضعاف القوى المنافسة لها في النفوذ ومغانمه, خصوصاً إذا كان معلوماً بيقين تام أن قوى الصراع الخارجي تتحرك في اليمن على هذه المعادلة للقوة والضعف لدى الحلفاء والخصوم من منظور هذه القوى لأطراف الأزمة الراهنة في اليمن.
ربما يتوجب علينا الحديث بصراحة ووضوح ودعوة القيادة السياسية ممثّلة بالرئيس المشير عبدربه منصور هادي, باعتباره القائد الوطني لليمن في مرحلة مضطربة بكل العناصر المولدة للصراع والمحفزة بكل الوسائل لعوامل الفوضى والانفجار, أقول يتوجب عليَّ دعوة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي لاتخاذ قرارات شجاعة وعاجلة ومحل إجماع وطني باعتبارها تنفيذاً للمبادرة الوطنية, ونزعاً لمبررات التأزم والانفجار تنص على خفض ألف ريال من إجمالي الزيادة السعرية على المشتقات النفطية, وإقالة الحكومة وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال لفترة شهر كفرصة للحوار حول مجمل القضايا ذات الصلة بالأزمة الراهنة والاتفاق على الحكومة الجديدة وبرنامج عملها.
ستُسقط هذه القرارات الشجاعة مبررات التصعيد وتنقلنا جميعاً إلى وضع متخفف من ضغوط القلق والمخاوف, ومتحرّر من المكايدات والمزايدات التي تذهب بنا بعيداً عن مشاكلنا وعن الحاجة إلى، والمصلحة من, مقاربتها بحلول نابعة من المسئولية الوطنية ومعبرة عن الروح الوطنية الحريصة على الوطن والشعب والمحتكمة إلى العقل والضمير, فهل إلى هذه الشجاعة من سبيل؟!