هي مفارقة غريبة أن الداعين إلى رؤى موحدة تخرج اليمن من أزمته هم أنفسهم الذين يتعاطون حماقة أو نفاقاً مع دعوات فك الارتباط بين اليمن الواحد ..
? وكلا ليس يوميات / عبدالله الصعفاني -
هي مفارقة غريبة أن الداعين إلى رؤى موحدة تخرج اليمن من أزمته هم أنفسهم الذين يتعاطون حماقة أو نفاقاً مع دعوات فك الارتباط بين اليمن الواحد ..
? وكلا ليس في الاستهلال قفز على الواقع وإنما تأكيد على أن منطق العقل ومعيار المصلحة العامة لا يمكن أن يتجسدا بمعزل عن وحدة تتجاوز التفاصيل البائسة التي أضرت باليمن شماله وجنوبه إلى حقائق التاريخ والجغرافيا والسياسة والاجتماع .
? تاريخياً كان اليمن موحداً منذ يعرب ابن قحطان ،ودولياً فإن القرار الأممي 2051م مثل التزاماً أممياً شديداً بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه حيث الوحدة ضرورة استراتيجية لأمن المنطقة والعالم ،وعاطفياً فإن النسيج الاجتماعي والأسري صار أكثر تداخلاً .
? مؤتمر الحوار رغم ما أصاب مخرجاته من شطط الأقلمة أكد على وحدة اليمن إنساناً وأرضاً .. ودينياً ليست وحدة الأمة إلا الخير، والحفاظ عليها واجب شرعي وهو ما شدد عليه علماء الشمال والجنوب عبر قرون من الزمن.
? ومهما فشلنا في إدارة أمور هذه البلاد ليس من إجابة مقنعة على سؤال متى كانت الوحدة سبباً في الفشل ؟ فقط لنجدد انتماءنا إلى الوحدة قيماً ومبادئ وتطلعات ومواطنة متساوية وحرية وعدالة اجتماعية إلى ما هنالك مما جادت به مخرجات مؤتمر الحوار واتفاقية السلم والشراكة وعدم اعتبار الرهان على نتائج حوار اليمنيين هو الرهان الفاشل لأن ذلك يعيدنا إلى أخطر مما وصلت إليه الأزمة.
? صحيح أن مطابخ الفتن تثابر في الإبقاء على الدخان المتصاعد وأن معاول المشاريع الصغيرة تعمل نبشاً في كل ما في الماضي والحاضر من سعير ودوامات .. لكن أي مسعى لصياغة المستقبل المنشود و الانعتاق من بين رماد هذه الشروخ في الشخصية الوطنية سيبقى مرتبطاً بمواقف الوعي الجمعي من الوحدة .
? مفارقة غريبة وحماقة مابعدها حماقة أن يستكثر بعضنا على بلادهم أن تبقى موحدة فيتسابقون لتهديم أركانها بالتحريض وبالمشاريع البائسة التي رأت في الوحدة اليمنية شماعة علق الكل أمراضه وفساده عليها.. ومفارقة أكثر غرابة تصفيق بعضنا للأقاليم واستنفاره الضغوط لأن لا تكون متداخله وحرصهم على إبقاء المعالم الجغرافية الشطرية في تذاك غير مدرك حقيقة أن الشعب اليمني ما يزال عند ذات السؤال الاستنكاري متى كانت الوحدة سبباً في الفشل ؟
? نعم أخفقنا في مشروع بناء الدولة ، بل وذهبنا بعيداً تنقلاً بين الأزمات.. لكن من الفتن الكبرى الاعتقاد بأن الحل هو العودة إلى التشطير وإغفال أن الشمال لن يبقى شمالاً واحداً وأن الجنوب لن يبقى جنوباً واحداً, حيث ليس في تصدع جدار الوحدة إلا الكثير من الكانتونات المتناحرة على كل شيء وأي شيء عودة إلى النسخ المطورة من داحس والغبراء.
? فشل الدولة لا يعني إعادة انتاج الفشل ولا العودة إلى التمزيق واجتزاء التاريخ بأخطاء الفشل الحكومي وتغوّل مراكز النفوذ ،وإنما تغليب جهود السلم والبناء على جهود مطابخ التشظي والهدم .
? حفظ الله اليمن .. موحداً.