حكاية عرقلة التشكيل الحكومي تذكرني بحكاية كان تحدث زمان عندما كنا أطفالاً، كان احدهم يأتي ومعه كرة فنلعب بها ، ورغم انه لم يكن يتقن اللعب وكان يلعب بطريقة هوشلية إلا أنه كان يريد أن يكون هو الهداف وهو اللاعب رقم عشرة وهو خط الدفاع والهجوم والحارس وكلما أضاع كرة أو دخل على مرماهم هدف سارع إلى اخذ الكرة وإيقاف اللعبة ولسان حاله إما تتركوني أهدف وانتصر عليكم أو اخذ الكرة وأوقف المباراة.
وكذلك الحال مع التشكيل الحكومي لسان حال بعض الأطراف حصتي وإلا الديك ؟
إما بم وإلا دبم، شلوا بصوتي وإلا أخرجوا من بيتي مع أن الوطن ليس بيت احد ويفترض أن صوت الشعب يعلو على صوت المشعبين.
والحقيقة التي لا غبار عليها أنها إذا صلحت النية صلح كل شيء وأنه إذا أحضرت الحروب والصراعات والمؤامرات بطلت الاتفاقات والتشكيلات
ومن الصعب الأكل بالثنتين الحوار والسلاح إذ أنهما لا يجتمعان ، وإذا حصل واجتمعا فسدت الديمقراطية وصارت غوجانية وارتبشت التعددية وتحولت مخضرية.
لو أن الذي اخترع نظام المحاصصة كان يعرف أنها ستكون غصة في حلق المرحلة الانتقالية لتنازل عن اختراعه وتحدث عن الديكتاتورية بوصفها فضيلة في مجتمع تغلب فيه الأنا الفئوية على الروح الوطنية.
لا تقولوا حكومة كفاءات وقولوا حكومة كفانا الله شر المختلفين والمتصارعين.
أولا مبدأ الكفاءات لا يمكن أن يكون وليدا للمحاصصات والتقاسمات
ثاني شيء إذا كانت الدولة ضمير غائب مندثر والأحزاب أفعال لا تهش ولا تنش وأسماء ممنوعة من الصرف لا تصرف سوى الكلام
والجماعات المسلحة أفعال خمسة مرفوعة بثبوت الجنون
والنفوذ الإقليمي فاعل والمتصارعون بالداخل نائب فاعل والبلد مبني للمجهول فإن حكومة الكفاءات لا محل لها من الإعراب.
أن أقوى الانتصارات وأكثرها تماسكا واستمرارا هي تلك التي تأتي عبر بوابة منفعة الشعب وتقديم التنازلات الفردية والجماعية من أجل حياته واستقراره.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.
"الثورة"