«1»
يقول مصطفى حجازي في كتابه الأروع والأهم «التخلُّف الاجتماعي.. سيكولوجية الإنسان المقهور»: "الإنسان المسحوق الذي حمل السلاح من دون ثقافة سياسية توجّه وضعه الجديد؛ قد يقلب الأدوار في تعامله مع الجمهور أو مع من هم في إمرته فيتصرّف بذهنية المتسلّط القديم، يبطش، يتعالى، يتعسّف، يزدري، وخصوصاً يستغل قوّته الجديدة للتسلُّط والاستغلال المادي والتحكُّم بالآخرين".
«2»
في أسوأ صراعات اليمنيين كان ثمّة إجماع قيمي بين كل الأطراف على حُرمة البيوت وعدم المساس بالأطفال والعُزّل والنساء، فجأةً انهار كل شيء؛ كانت العداوات رجولية وكانت الخصومات شهمة، أما الآن فيتم الهتك بالعيب و«العيب الأسود» دون أن يرفَّ للمعتدي جفن.. يا للانحدار الذي ما بعده انحدار..!!.
«3»
من ينسى الصيحة الخالدة للشاعر الشعبي العملاق صالح سحلول:
يا شعبنا أرضك تريد انتباه
الرجعية قَلَّت حياها
تريد أن تسجد وراها الجباه
ما بانصلِّي شي وراها
مهما تؤذّن أو تقيم الصلاة
ملعون من صلّى معاها
«4»
المواقف المبهمة لا تقود إلى تغيير، مواقف احتيالية مرتبكة تكشف حركة التناقضات والمصالح النكوصية، وحدها الإرادة المدروسة بشفافية ونُضج هي التي تعزّز مسار الهويّة الكلّية الجامعة لقوى التغيير فقط.
fathi_nasr@hotmail.com