المفكّر الروماني الراحل (بيتري تسوتْسيا) كان مُعتدّاً بآراء الفيلسوف الفرنسي (لالاند) رائياً للا نهاية بوصفه تعبيراً ضمنياً عن الخلود، تماماً كما ذهب المفكّر (هيلتون) ذات يوم عندما قرن المطلق بما أسماه «التعالي المحدود» بمقابل اللا نهاية المرصودة في التعالي المطلق أو غير المحدود.
بيتري الميتافيزيقي حتى مخُّ العظم كان يرى بأن على الكنيسة أن تكون فوق الدولة، وكان يعتقد أن مصير الإنسان مسطور في لوح القدر، وقد عبَّر عن ذلك بقوله بعد خروجه من السجن الطويل؛ قال: كان من الممكن أن أموت حسب تقاليد تلك الأيام إما ملقياً في عربة قمامة اعتيادية أو مدفوناً في مقبرة جماعية.
كان يرى أن الليبرالية السياسية هي المدخل إلى نظام الدولة العصرية؛ لأنها تعتمد على نُخبة رشيدة رفيعة الهمّة والقيمة، وتمنح الفرد مكانة سامية، ولا تُقلق الدوغما الدينية للعالَم المسيحي الأرثوذوكسي، وتحمل أيضاً وضمناً بذوراً ارستقراطية نابهة.
وبهذا المعنى يرى الليبرالية أرفع مقاماً من الديمقراطية، فيا يعتبر السياسي المحنّك موهوباً وليس مثقفاً تلقى التعليم سالفاً عن سالف.
وهكذا يُعرِّف السياسة باعتبارها فن التصرُّف، ويمكن لكل واحد ان يكون سياسياً حتى وإن لم يمتلك المعرفة والثقافة.
سئل مرة: ما هي الحقيقة..؟! فأجاب قائلاً:
تتموضع الحقيقة هنالك في المسافة ما بين موسى الكليم والجبل، وقال عن الإنسان إنه حيوان عاقل قابل للكمال، قال عن العلمانية: الأخلاق العلمانية ترينا أن الإنسان يتحرّك في اتجاه الكمال ولا يبلغه أبداً، فقط الله هو الكمال.
Omaraziz105@gmail.com