محمد عزان
عاد المنبر أو لم يعد ..!!
المظاهرات من جديد
نداء ..
أفق أيها الشعب
بمراجعة سيرة إبليس الذاتية كما حكاها القرآن، نجد أنه أعلن نفسه عدواً لآدم وذريته، وأقسم بعزة الله أنه سيوقع بينهم العداوة والبغضاء، وأنه سيأتيهم من بين أديهم ومن خلفهم ليدفعهم نحو الهلاك، ولكنه لم يخطر بباله ما خطر ببال تلامذته من إقناع الشباب أن أقصر الطرق إلى الجنة سيكون باستخدام أجسادهم عبوات ناسفة، وتوجيههم إلى المساجد لقتل وجرح أكبر قدر من المصلين.
لقد فاق اتباع إبليس إمامهم حتى صاروا كما قال بعضهم:
وَكُنْتُ امْرَأً مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى *** بِيَ الحال حَتَّى صَارَ إِبْلِيسُ مِنْ جُنْدِي
الناس اليوم بحاجة إلى معالجة الجذور الفكرية والأخلاقية لهذه المشكلة، ولو بعمليات جراحية في جسد الموروثات.
الناس اليوم بحاجة لإصلاح ألسنة الوُعّاظ وأقلام الكتّاب وخُبث السياسيين، قبل أي شيء آخر، فهي مصدر كثير من البلاء.
الناس اليوم بحاجة لضبط سُقوف الاختلاف والقطيعة، والتفريق بينما يُسوّغ الاختلاف والجَدَل، وبينما يُبرّر القتال والدمار.
إن لم يستيقظ العقلاء ومن في أيدهم القرار فلن ينجو الظالم ولا المظلوم، ولا المسلم ولا الكافر، من هوس البطش وهيجان العصبيات، ولن تنفع الحراسات والاحتياطات الأمنية والتحريات الاستخباراتية، والتّحديات والوعيد، فتلاميذ إبليس قد فاقوا معلمهم في المكر والدهاء، وابتكروا طرقاً للدمار لم تخطر له ببال.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك