التقيته قبل حوالي أسبوعين في مدينة حوث بمحافظة عمران في عُرس أحد الأصدقاء، كان ودوداً طيّباً كما هي عادته، يستقبلك بالأحضان، لا تشعر أن الخلاف السياسي معه يُبعدك عنه، هكذا هو عبدالكريم الخيواني.
وأذكر قبل عام تقريباً أنه زارني في مكتبي في أوج عمليات الاغتيال، وتحدّثنا معاً، فقال إني سأكون الهدف القادم للاغتيال، وأنا قلت بل أنت ستكون الهدف القادم بحكم أنك أهم منّا، فردّ عليّ قائلاً: أنت “بتتنّبع” كل يوم من قناة إلى قناة وستكون قبلي، وضحكنا في لحظتها ونحن موقنون أن مصيرنا قد يكون على يد الغيلة والغدر، لكننا تقبّلنا وضعنا برحابة صدر، وقلت له: لم أعد أخاف من القتل والاغتيال من كثرة خوفي منه، لقد تعايشت معه، وكل ما أتمنّاه هو أن يكون قاتلي محترفاً حتى لا يخطئ الهدف ويشوّهني أو يتركني مشلولاً معذّباً طوال حياتي، قد يموت أحدنا في حادث سيّارة أو برصاصة “راجع” من التي تُطلق بالأعراس اليمنية في الهواء، والموت عبر الاغتيال أكثر شرفاً واحتراماً من الموت بغيره..!!.
لذلك سأعود من القاهرة قريباً لأكون في صنعاء؛ فلست أكرم ولا أفضل من كل المواطنين الذين يعيشون فيها، وسأواصل عملي السياسي وكتاباتي ونقدي لمختلف الأطراف حتى يحين الأجل.
لسنا أكرم ممن تعتقلهم لجان «أنصار الله» وتخفيهم وتعذّبهم في سجونها لأيام أو أشهر، ولسنا أكرم ممّن قُتلوا على يد نظام الرئيس السابق صالح، ولا أكرم ممن قتلهم علي محسن الأحمر وحلفاؤه أيام سُلطة الإخوان “حكومة باسندوة” سواء أمام الداخلية أم رئاسة الوزراء.
albkyty@gmail.com