لا املك وأنا أرى الفرحة في عيون ابناء عدن وأبناء الجنوب حتى الساكنين منهم في صنعاء الا أن ابارك لهم فرحتهم، ونصرهم الذي لم يكتمل، بغض النظر عن من الذي دعم او مول او ساهم أو حتى فرح بنصرهم، سواء كانت السعودية أو أمريكا أو حتى اسرائيل، المهم أن هناك فرحة لدى الغالبية العظمى من أبناء عدن لا ينكرها أحد، وأعتبر أن ذلك استفتاء شعبي على تواجد الحوثيين والجيش اليمني ـ الذي لا تزال النظرة اليه انه جيش 7/7 ـ.
ما حدث درس ينبغي على الحوثيين أخذه في الاعتبار، وقد نصحناهم مرارا وتكرارا أن قتالهم في مناطق ليس لهم فيها حاضنة شعبية سينقلب عليهم، مهما حققوا من انتصارات، فالقرار الأخير هو لأبناء المنطقة، أي منطقة، طال الزمن أو قصر.
خشيتي على فرحة أبناء عدن والجنوبيين ناتجة عن عدة مخاوف:
ـ سعي الانتهازيين الى تجيير ذلك النصر لصالحهم، سواء هادي وبقية عيال العاصفة، أو أي قيادات جنوبية تاريخية، وتوظيفه في معاركهم الخاصة.
ـ حدوث خلافات وعنف بين المجموعات المقاتلة التي ساهمت في ذلك النصر.
ـ سيطرة تنظيمات إرهابية على الوضع حتى ولو كانت بمسميات جديدة لكن سلوكها سيفضحها.
ـ عدم اكتمال النصر نتيجة الاحتفال المبكر به، مع انه لا يزال نصر جزئي وصغير حتى على مستوى عدن، وان كان له تداعيات معنوية كبيرة على طرفي الصراع.
لكن ومع كل تلك المخاوف لا أملك إلا أن أقول للجنوبيين:
ـ أنتم من تقررون مصيركم.
ـ أنتم من تقررون كيفية التعامل مع تلك المخاوف.
ـ أنتم من يجب أن يواجهها.
نصيحة اوجهها للحوثيين ولكل القوى الشمالية:
يجب ان تفكروا جديا في الانسحاب من المحافظات الجنوبية، وفق ترتيب آلية تضمن تسليم تلك المناطق لأبنائها وتمكنكم من الانسحاب الآمن لكم ولوحدات الجيش، لأنه لا حاضنة شعبية لكم هناك، ولا مكان لكم في الجنوب حتى لو قاتلتم تحت راية رسول الله نفسه وفي حضوره، فأبناء تلك المناطق هم أصحاب القرار حتى لو تعارض ذلك مع آية قرآنية أو حديث قدسي أو حديث نبوي أو زامل شعبي.
دعوا عدن والجنوب، فليسيطر عليها هادي أو الدواعش، او حتى الاسرائيليين، لا شأن لكم بهم، ولستم أحرص على مصالحهم من أنفسهم، وعندما يستنجد ابناء تلك المناطق بكم ـ وليس بعض الانتهاريين أو قلة محسوبة عليكم ـ يمكنكم التدخل بغطاء شعبي يوفر لكم الشرعية، كما وجدت السعودية شرعية بتدخلها في الجنوب على وجه الخصوص.
و عندما يأتيكم ضرر من من يسيطر على عدن أو أية محافظة جنوبية، أو يحولها الى نقطة انطلاق لمهاجمتكم، عندها يمكنكم الدفاع عن أنفسكم بقدر نوعية الهجوم عليكم.
لا أتوقع أن يسمح أبناء عدن أو الجنوب بشكل عام بتحويل مناطقهم الى مسرح لإدارة العمليات ضدكم، أو ضد الشمال، او لانطلاق الجيوش لقتالكم، وان سمحوا بذلك فسيبررون ما قمتم به في السابق وما قد تقومن به لاحقا.
دعوا الجنوب يعلن خياراته، مهما كانت، حتى لو وصلت الى فك الارتباط، ذلك شأنهم، ولا يحق لكم ولنا كشماليين أن نكون أوصياء عليهم، وقد قلنا هذا الكلام مرارا، وقبل كل تلك الخسائر في الأرواح والممتلكات.
دعوهم يقرروا نوع العلاقة التي يريدونها مع الشمال، يحب أن ينتقل ذلك النقاش الى الداخل في الجنوب، وهم من يقررون مصيرهم ومصير علاقتنا معهم، ونحن لنا الخيار بعدها، إما أن نوافق على مقتراحاتهم، أو نتركهم وشأنهم، ونفك ارتباطنا بهم.
من حائط الكاتب على الفيسبوك