الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الثلاثاء 03 ديسمبر-كانون الأول 2024آخر تحديث : 01:41 مساءً
لمبة كهرباء تتسبب بمقتل شخصين .... اسرة في عتق تٍسال عن طفلها .... وفاة اشهر طبيب شرعي في اليمن .... مقتل شاب في شبوة .... وفاة سيخ بارز في حادث مروري بالضالع .... هذا ما حدث لسائق شاحنة في شبوة وادى لوفاته .... العثور على جثة شاب داخل مسبح بالبريقة .... وفاة شقيق نجم رياضي يمني شهير غرقا في البحر .... انضمام تحالفات جدبدة للمخيم السلمي بابين .... وفاة وإصابة 15 شخصا من أسرة واحدة بحادث مروع بذمار ....
كاتب/جمال حسن -
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed كاتب/جمال حسن -
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
كاتب/جمال حسن -
ماذا سيأتي بعد عام سيّئ..؟!
اليمن المُتخيّل
سقوط الذات الوطنية
الحرية ليست غطاءً للاستعباد
وطن.. أو شياطين حروب
يمن يستحق الحياة
جرائم بعلامات الانقسام
الصين والعُزلة
أي مكسب من صراع طائفي؟
عجائب اليمن السبع

بحث

  
عن الصين مرة أخرى
بقلم/ كاتب/جمال حسن -
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً
الأربعاء 01 يناير-كانون الثاني 2014 03:58 م


قليل من الشعوب يمتاز بالود والانفتاح مع الآخرين كالصينيين. فبينما البعض يفتخر بتراث امبراطوري قام على الغزو يفتخر الصينيون بأنهم لم يغزوا أو يعتدوا كأمة على شعب آخر. في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، قرر تشين بناء سور الصين العظيم بطول يتجاوز 6 آلاف كيلو، ليحمي دولته من غارات الأعداء. ومن اسم تشين جاء الاسم الانجليزي China. كانت حينها مجموعة دويلات. وتكشف الأزياء الصينية التقليدية التعدد العرقي. تنوع في الثقافات والأديان، وحتى اللغات. 
تعتز الصين بأنها أمة مسالمة وحضارة عريقة. يعرض متحف جيانشي بمدينة نانشانج فنون الخزف. قالت فتاة: إن مصر والهند والصين هي أقدم الحضارات. أضافت: والعراق. غير أن بلاد الرافدين صارت أرضاً تقسمها النزاعات والفوضى برسوم طائفية. 
عندما تحدثت لجين تيا، وتستعير اسماً غربياً «جيسي» ليسهل علينا حفظه نحن الأجانب: إن الصين هي الأمة الكبيرة الوحيدة ربما التي لم تغز أمة أخرى في تاريخها. قالت متباهية: نحن لا نعتدي على أحد إلا إذا اعتدي علينا. عندما جاء الأسطول البريطاني طالباً فتح الصين لسلعهم، قال الامبراطور: إن لديهم ما يكفي من السلع. كان أول احتكاك بالغرب في منتصف القرن التاسع عشر، وأجبرتها حرب الأفيون على الاستسلام. لكنها بدأت تكتشف عزلتها عن تقدم العالم. 
بينما كنت أرتاح في كافيه من تعب السير تحت الحر، يطل على منطقة تجارية في مدينة نانشانج عاصمة مقاطعة جيانشي. أخبرت جان تيا عن مراحل التطور الثلاث لدى نيتشة؛ الجمل، الأسد، ثم الولد. أشرت لها أن الصين رغم كل ما حققه مازال بحاجة لبعض الوقت. 
ربما ما قلته للفتاة لم يكن دقيقاً. ما أردته مجرد اقتباس مجازي، فالصين في مرحلة الولد، بتوظيف سطحي لفكرة نيتشة، ستكون قادرة على صناعة تكنولوجية متطورة، مازالت تشكل فجوة بينها والدول المتقدمة. إنه إحساس لا تخفيه النخب الصينية. أشار بروفسور صيني في محاضرته، متفاخراً، لشعار «صنع في الصين»، الذي يوشم منتجات عالمية، لكنه تحدث عن أن بلده مازالت متراجعة تكنولوجياً بالنسبة لأوروبا وأمريكا واليابان. في الواقع لم أكن دقيقاً؛ لأن الأفكار العميقة يشوهها التبسيط الأرعن. في عهد ماو كانت في مرحلة القدرة على قول لا لإرادة «ينبغي عليك» التي مثلتها آنذاك القوتان العظيمتان أمريكا والاتحاد السوفيتي. وهي الآن تسير في أول خطوات الطفل النيتشوي. ولا يعتقد بعضنا أن الطريق ستكون سهلة بل ستحاط بأخطار ومشاكل. 
في عهد نابليون لم تكن الصين بالنسبة لأوروبا سوى ملاذ لسحر الشرق البعيد وخيالاته، وتنبه القائد الفرنسي حينها لقوة نائمة في أقصى الشرق. وصفها بالمارد النائم، وقال: «دعوه يغط في نومه؛ لأنه حين يصحو سوف يهز العالم». كانت حينها بلداً معزولة في قوقعة تقاليدها. عند بداية القرن التاسع عشر تنبأ بأن أمريكا وروسيا ستكونان القوتين العظيمتين في المستقبل، وتحققت نبوءته. لم ير العالم سياسياً بارعاً كنابليون رغم نهايته في جزيرة المنفى. 
احتاجت الصين حوالي تسعين عاماً لتصحو من غمامة الأفيون وحبس التقاليد. غير أن تسعين عاماً أخرى تمشي في الطريق حتى غير الصين ميزان العالم. 
لا تخفي النخب الحاكمة في الصين ما يواجه بلدهم من تحديات. هناك فجوة بين الريف والمدن، بين مناطق متطورة وأخرى مازالت شديدة الفقر. فبلد شاسع بعدد سكاني مهول لا يزدهر دفعة واحدة. ستنفق الصين مئات المليارات في السنوات المقبلة لتطوير مناطق واسعة وتمدين الريف الذي يشكل أقل القليل من نصف السكان. فكلما توقف التمدن عن التوسع كان عرضة لتهديد محيطه غير المتمدن.. تحدثت إلى جان تيا ذات العيون المسحوبتين كيرقتين، حول قصة الزنابق الذهبية. في الأزمنة التقليدية للصين، يشترط الباحث عن عروس أن تكون قدمها صغيرة. وكانت الأمهات تشد أقدام بناتهن برباط يضم أصابعهن إلى كتلة حديدية مع الشبشب لتحد من نموهن. يمارس الإجراء عذاباً لصبايا لا تعي معنى أن تكون القدم صغيرة. وعلى الأم تفادي السقوط في فخ الرحمة؛ لأن زواج ابنتها في المستقبل يتوقف على ذلك الألم. كانت الأقدام الصغيرة تُسمى زنابق ذهبية. 
حطمت الثورة الصينية كثيراً من التقاليد البالية. وعندما تحدثتُ أنها أيضاً عادة يابانية. قالت منفعلة: إن اليابانيات كلهن بأقدام كبيرة. نافية وجود تلك العادة في اليابان. لم أخبرها أنها عادة صينية في الأصل انتقلت وراء البحر. كانت تنفي نعمة الزنابق الذهبية عن بلد يشكل جرحاً صينياً عميقاً، وكأنها تشنع باليابانيات. ليس للصيني ما هو أكثر شراً من الياباني. 



تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
كاتب/حسن الوريث
بوصلة الجهاد الضالة
كاتب/حسن الوريث
صحافي/علي ناجي الرعوي
هل يتعظ جنوب اليمن من جنوب السودان؟
صحافي/علي ناجي الرعوي
دكتور/د.عمر عبد العزيز
أوكرانيا السوفيتية
دكتور/د.عمر عبد العزيز
كاتب/عباس غالب
في وداع عام واستقبال آخر ..!
كاتب/عباس غالب
دكتور/د.عمر عبد العزيز
في مُعادلة الظَّفر الروسي
دكتور/د.عمر عبد العزيز
دكتور/عبدالعزيز المقالح
متى تتحرر أجواء الوطن من طائرات الموت؟
دكتور/عبدالعزيز المقالح
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.074 ثانية