إذا كانت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي الحل فما لنا نتنقل من أزمة إلى أخرى ومن مشكلة إلى الثانية..؟ وإذا لم تكن هي الحل الحقيقي للأزمة اليمنية فهل من سبيل إلى حل ..؟
* من الناحية النظرية كانت التسوية السياسية ممثلة بالمبادرة الخليجية هي المخرج الذي ارتضى به الجميع تماماً كما أن الحوار الوطني مثّل الترجمة لإلتقاء اليمنيين حول فكرة الانتقال من خلف المتاريس إلى قاعات الحوار.. غير أن الصورة الكاملة بتفاصيلها تسير إلى أهمية أن نجد كيمنيين الكلمات الناقصة دونما تسويف أو كيد أو اجترار للأحقاد القديمة.
* ليس في الذي سبق أي استدعاء للقنوط بقدرما هو جزء من الحاجة لرمي البركة الراكدة بما تيسر من الأحجار الصغيرة أملاً في أن نرى على سطح الماء بعض الأشكال التي تركل اليأس وتعطي انطباعاً عن حرص مشترك لوضع البلاد على طريق بلا منعرجات خطرة.
* وفي يقيني أن ما لم نفهمه بعد أو أننا نفهمه وندفع به إلى متاهات التذاكي والتسويف هو ترتيب أولوياتنا ووضع الأهم قبل المهم وهو التعاون الجاد في توفير مناخ يهيء للمضي وفق خارطة طريق نؤكد بها التناغم بين القول وبين الفعل .
* مهم جداً أن نغادر جدل أهل بيزنطة ونتجنب أحصنة طروادة لأن الجدل العقيم والمباريات الكلامية هي التي جعلتهم يتفاجأون بالعدو تماماً كما أن من بطن الحصان الخشبي تم فتح البوابة العتيقة وكان ما كان من اقتحام الأعداء..
* بوضوح لا غنى عن مغادرة هذه الباطنية التي نقول فيها غير ما نفعل وننفذ من الأمور خارج ما نعلن ،والنتيجة هذا الاستيقاظ المتكرر من النوم مذعورين..
* وبصراحة لا غنى عن احترام الأرقام ،وإعادة الاعتبار للإنجاز، واحترام مبدأ التزمين عند وضع الأهداف وإلا تحوّل كل شيء إلى مجرد تقليد لمنتخب كروي فاشل يحاول قتل الوقت لإهدار الزمن فيتفاجأ بكارثة الحقيقة الكروية والسياسية " إذا لم تسجّل فأنت تستقبل ".
* هل هناك من يجرؤ على نفي الحقيقة بأن التسوية والمبادرة ومخرجات الحوار تبقى مجرد أوراق وأحبار إذا لم تحقق هدف التحوّل إلى الأفضل وليس إعادة إنتاج أسوأ ما في الماضي ..
* أمامنا كيمنيين مهمة إنجاز تحوّل ديمقراطي بلا أحقاد ولا كذب ولا فجور في الخصومة ،وأمامنا مهمّة تنفيذ مخرجات وإنجاز دستور فما هذا التفاني وما هذه المثابرة على خدش وجه يراه الآخرون بديعاً ونحن نصر على تشويهه..
* شاء من شاء وتحذلق من تحذلق لا أحد على جغرافيا اليمن الطبيعية يستطيع الإنفراد بالسلطة وإلغاء الآخر لأن في ذلك ببساطة انحراف بالتسوية وبالحوار والمخرجات وبالغاية من الحلول السلمية برمتها .العملية السياسية في اليمن ليست عجينة من الصلصال اللزج يُقدّم هدية مع منتج سيء السمعة وإنما هي عملية قادتها أطراف سياسية لها عمق وجذور ،ولن يقبل أي طرف الإخلال بالمعادلة ..
* وحسب الجميع أن يدرك أن فاتورة الإنفراد فشل ذريع لا يستطيع أي طرف تحمله منفرداً حتى يأتي اليوم الذي نتشبع فيه بروح الديمقراطية الحقّه وهو ما يحتاج إلى تغيير سياسي واجتماعي عميق.