- وطن بأكمله يبكي وينزف قهرا وليس عائلة أو عائلتين ، شعب بأكمله يشعر انه المقتول لكأنما قتلوا هذا الشعب بأكمله ولم يقتلوا نفسا واحدة ولاثلاث ولاعشر ولامأحمد غراب -
وطن بأكمله يبكي وينزف قهرا وليس عائلة أو عائلتين ، شعب بأكمله يشعر انه المقتول لكأنما قتلوا هذا الشعب بأكمله ولم يقتلوا نفسا واحدة ولاثلاث ولاعشر ولامائة ولا ألف ، قتلوا الناس جميعا بوحشيتهم وسوء فهمهم والفتن التي زرعوها وامن المجتمع الذي انتهكوه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
وكان آخر كلماته في خطبة الوداع "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد ".
فأين هؤلاء من تعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ؟
أين هؤلاء من اخلاق محمد بن عبدالله وهو المبعوث رحمة للعالمين ؟
اما هم فمبعثهم قتل ودمار وحزن وبؤس وفتن للأمة.
مبعثهم رعب وتوحش واستباحة دماء وقطع للأرحام ؟
كل من أيقظوا الفتن ، وأشعلوا الدمار ومارسوا الهدم والحروب وازهقوا مظاهر الحياة الإنسانية ؟
كل من استباحوا الدماء ، وكل من زرعوا الفتنة وأشعلوا حروبا وقودها الناس.
افلا ينظرون الى هذا الشعب ؟
افلا يسمعون دعواته عليهم ، ونزيف قهره من ظلمهم واستباحتهم لدماء أبنائه ؟
صدمات متوالية ومؤلمة عاشها ويعيشها ملايين الناس مع كل نزيف للدماء.
كم الدعوات التي ترتفع عليهم من بيوت المسلمين ؟
كم اللعنات التي تلفظها السنة المسلمين في صلواتهم ؟
كم الدموع ؟ كم الحزن ؟ كم الألم ؟ كم البؤس الذي غرسوه في قلوب الناس ؟
كم القهر الذي يشعر به أهالي مئات الضحايا ؟
كم أم عجوز فقدت ابنها تدعي عليهم في منتصف الليل وتشكو الى الله وقد ابيضت عيناها من الحزن.
كم أرامل وأطفال فقدوا عائلهم بعد ان انقطعت أعماله بانقطاع حياته.
ماكل هذه النزعات التدميرية ؟
ما كل هذه الوحشية والدموية ، والخروج عن الفطرة السوية ؟!!
ما كل هذا التدمير للطبيعة البشرية ، والإبادة لكل معاني الرحمة والإنسانية ؟!
الإسلام برئ من انتهاك حرمة الدماء ؟
الإسلام برئ ممن يقتلون أبناءه بدم بارد؟!
الإسلام دين الرحمة برئ مما لا يوجد في قلوبهم ذرة رحمة.
الإسلام بريء من كل النفوس التي تتلذذ بسفك الدماء وزرع الفتنة.
وكذلك الوطن وكل شجر وحجر فيه بريء من استباحة الدماء وإزهاق الأرواح.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ).
حسبنا الله ونعم الوكيل .