- إذا كان ذبح كل ذلك العدد من الجنود المغدور بهم صادر عن أشخاص يسمون أنفسهم " أنصار الشريعة " فما الذي تركوه لأعداء الإسلام ؟! وإذا كانت المذبحة نتاج قرار اتخذه محسوبون عبدالله الصعفاني -
إذا كان ذبح كل ذلك العدد من الجنود المغدور بهم صادر عن أشخاص يسمون أنفسهم " أنصار الشريعة " فما الذي تركوه لأعداء الإسلام ؟! وإذا كانت المذبحة نتاج قرار اتخذه محسوبون على تنظيم القاعدة فإن أسامة بن لادن نفسه لو كان حياً سيشعر إذا لم يكن بالصعقة والاستنكار فعلى الأقل بعدم الرضى ، لكنها ثقافة داعش التي دفعت أحد مقاتلي ما يسمى بالجيش الحر لأن يأكل كبد جندي سوري بعد أن قتله !
من الممكن استيعاب قيام خارجين على قوانين السماء والأرض بالهجوم على منشآت حكومية بهدف نهبها كما حدث مع البنوك ولكن هل يعقل أن يتم اختطاف 14 جنديا يرتدون ملابس مدنية من حافلة للنقل الجماعي ثم القيام بذبحهم واحداً بعد الآخر على أصوات التكبير ؟!
قاعدة أو أنصار للشريعة أو الاثنان معا لا تهم المسميات لأن الأهم هو السؤال ..أي فكر يدفع قاتل يعزز هوايته بإحراق محكمة أو مكتب للأحوال المدنية ونهب المصارف باصطياد العائدين إلى أسرهم وهم يرتدون لباسهم المدني ثم يذبحهم قبل أن يستبسل في نشر الصور على ذلك النحو الذي ينتزع من المتابع ما تبقى من السكينة ؟!
قطع للطريق وحرابة مؤكدة وتفتيش للملابس واستعراض للهويات ،ووفقا لمحل الميلاد يتم الإختطاف والذهاب بالمغدور بهم إلى السوق.. وهناك يتم التنكيس على الرأس والذبح والتصوير.. هل نحن في حلم أم علم أم فيلم ؟؟
أي دين يأمر بهذا أو حتى يقره ؟ وعن أي قلوب وضمائر يمكن الحديث ؟! وكيف للضحايا أن يكونوا فقط من جزء من اليمن ويكون غالبيتهم من محافظة عمران ثم كيف لأربعة عشر جنديا يمنيا مسلما أن يذبحوا كالنعاج بعد فاصل كلامي وشيء من التكبير؟!
ما هو الموضوع وما هي القضية..؟
يبدو الأمر كما لو أن قضية هؤلاء فقط هي الإثبات بأن أهل اليمن مقطوعو الصلة بالحكمة والفقه والإيمان بل ولا يفرقون بين الإنسان وبين الذبيحة..
الدماء والأعراض والأموال والأوطان كلها تبدو حلالا عند هؤلاء فيما تزييف الوعي بكل ما هو بائس متواصل على قدم وساق .
حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل امرئ مسلم" مجرد جملة عارضة عند هؤلاء " ولايزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً " مجرد سطور سقطت سهوا من الكتب الصحاح ..ما لهم كيف يحكمون على الناس وكيف يذبحون ؟!
وبعد حسرة القول من داحس إلى داعش ايها القلب مت حسرة و كمدا على ذبح أبطال يبحثون عن وطن ..ما أقسى كل هذه الفرجة وهذا الأكشن الذي يعرض قطع الطريق وتفتيش عابري السبيل ثم الخطف والذبح والتصوير على أنه جهاد في سبيل الله ؟!
لقد نُقل عن الكاتب اليمني الساخر عبدالكريم الرازحي بعد المذبحة قوله أن طبيب العيون الذي يعالجه خارج اليمن بعد أن شاهد يمنيين يذبحون الجنود بالسكاكين قال له: أستاذ عبدالكريم..لا تندم لكونك عميت ..لو كنت يمنياً لتمنيت أن أصبح أعمى حتى لا أبصر هكذا مناظر بشعة !!
"لا حول ولا قوة إلا بالله".