- كان مؤتمر الحوار الوطني الذي وصل إلى ذروة نشاطه في مثل هذه الأيام من العام الماضي نافذة مضيئة أو بالأحرى بوابة واسعة لخروج الوطن من أزمته الخانقة متعددة المناحيد. عبدالعزيز المقالح -
كان مؤتمر الحوار الوطني الذي وصل إلى ذروة نشاطه في مثل هذه الأيام من العام الماضي نافذة مضيئة أو بالأحرى بوابة واسعة لخروج الوطن من أزمته الخانقة متعددة المناحي والأبعاد. وكان -وقد تجمعت فيه نخبة تمثل كل الشرائح الوطنية- فرصة لا تعوض ولن تتكرر لحل الاختلافات السياسية ولاستعراض هموم البلاد وطرح القضايا الضاغطة على أنفاس المواطنين على طاولته المستديرة أو المستطيلة، والوصول إلى حلول متفق عليها وقابلة للتنفيذ في أسرع وقت ممكن.
وأجزم أنه لا حد للأحلام التي رافقت ذلك المؤتمر وتزامنت مع شهور انعقاده العشرة. لكن ما يبعث على القلق أن الوقت يمر والقضايا التي كانت ضاغطة بقوة تتضاعف ولا شيء من المخرجات تتحقق على صعيد الواقع أو توضع موضع التنفيذ. وبدأ بعض المتشائمين يقولون أنه أشبه ما يكون بجملة اعتراضية بين خطين. كما بدأت التفاسير المغلوطة تطال بعض المكونات في المؤتمر وتشير إلى أنها وجدت في فترة انعقاد المؤتمر التي طالت فرصة لتقوية إمكاناتها المادية والعسكرية ولم تكن مشاركتها في المؤتمر سوى محاولة ذكية لكسب الوقت ولذر الرماد في العيون.
ويبدو لي أن الموقف من المؤتمر ومخرجاته وحالة الاسترخاء الطويلة التي أعقبت انعقاده كانت وراء فكرة إصدار الدكتور ياسين سعيد نعمان، أمين عام الحزب الاشتراكي لكتابه بالغ الأهمية (عبور المضيق، في نقد أولي للتجربة) وهو خلاصة تجربة عميقة لا تقف عند الحاضر وتداعياته وإنما تمتد إلى ما هو أبعد قليلاً وتقدم من خلال فكر وطني مستنير رؤية عامة وجادة وكفيلة بعبور المضيق الراهن والخروج بالبلاد من أزماتها الطاحنة. وبعض فصول الكتاب تعيد إلى الأذهان الأحلام التي رافقت انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي كان قد جاء في وقته المناسب وبعد سنوات من التشظي السياسي والاحتراب وتدهور العلاقات بين القوى الفاعلة داخل الوطن. كما جاء بعد ما بشرت به ثورة الشباب من حالة وعي وصحيان القاعدة الشعبية التي ظن البعض أنها قد لقيت حتفها تحت وطأة التضليل الطويل والانحرافات التي طالت كل ما هو جميل وجليل.
وفي كتاب الدكتور ياسين إشارات شديدة الوضوح إلى الجمود الذي أعقب عقد مؤتمر الحوار ومن ذلك قوله: "لا شيء يضر بحركة التغيير أكثر من التردد، تعرف الخطأ وتتردد في إصلاحه. ويتوجب القول –دون أدنى تردد- أن إصلاح الخلل الذي أضر بجوهر فكرة الحوار يأتي في مقدمة الجهود لاستعادة روح التوافق التي حكمت العملية السياسية والتوافق الوطني" وفي هذه الإشارة دلالة كافية على الرغبة الكامنة في نفوس شريحة كاملة من أبناء هذا الوطن على أهمية إصلاح الخلل وإحياء روح الوفاق وإثبات حقيقة أنه من الصعب على فئة بعينها أن تخرج البلاد من المضيق الصعب أو أنها ستكون قادرة على تجاوز المخلفات المرعبة التي تراكمت عند مداخل المضيق ومخارجه، وما تتركه في نفوس بعض المتشائمين من شعور بصعوبة الحل والإقرار بالعجز عن مواجهة هذا الكم الهائل من العوائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ووضع حد للحروب والعنف والتطرف.
لست هنا بصدد الحديث عن كتاب الدكتور ياسين سعيد نعمان، وهو كتاب على درجة عالية من الأهمية الموضوعية، وبادرة جديرة بالتمعن والتوقف عند كل فقرة وصفحة لاستخلاص أبعادها النظرية والتطبيقية لرؤية سياسي نظيف وبريء من التعصب والانحياز. ويحزنني أشد الحزن أن جانباً من النخبة السياسية في بلادنا لم تعد قادرة على متابعة الجديد والأجد في الفكر السياسي والاجتماعي، وهذه الشريحة الكسولة توهم نفسها بأن لديها حالة من الاكتفاء الذاتي يصدها عن متابعة المستجدات في الفكر والحياة. وهذا ما يؤكد عزلتها وانفصالها عن الواقع واجترارها لأفكار لم تعد صالحة لدراسة الواقع الراهن بتعقيداته التي تفوق التصور. وهذا –من وجهة نظري الشخصية- وراء الصمت المضروب من قبل هذه النخبة إزاء كتاب الدكتور ياسين سعيد نعمان وفتح باب لمناقشة محتوياته ورؤاه وعلاقتها بتفعيل مخرجات الحوار من ناحية، وقراءة الجوهري الموضوعي في القضية اليمنية والهوية، ودور المجتمع الدولي... إلخ.
لقد وصلت حالة البلاد في المرحلة الراهنة إلى درجة لا تطاق رسمياً وشعبياً ولم يعد ينفع معها الترقيع والانتظار، ودور المفكرين والمثقفين لم يعد اجترار الأفكار المعلبة أو تلك الفاعلة في حياة الآخرين وإنما البدء في القراءة العميقة لهذا الواقع المختلف وإعادة النظر في مكوناته الاجتماعية والثقافية بكل شجاعة وإخلاص.
الكاتبة حنان الوادعي في روايتها الاولى:
عنوان الرواية (أحزان إلكترونية) ومن العنوان تتبين حداثة الموضوع ودخول الرواية في بلادنا عصر العلم وتأثيراته على الحياة والعواطف البشرية. وقد أثبتت الأستاذة حنان وجودها في مجال السرد من خلال ما نشرته من قصص في الصحف والمجلات المحلية والعربية. الرواية حائزة على جائزة دبي الثقافية للإبداع عام 2014م، ومن إصدارات دار شمس النشر والإعلام وتقع في 195 صفحة من القطع المتوسط.
تأملات شعرية:
هو الشعب سيدنا
وهوانا الكبير
وقائدنا
نرتضي حُكمهُ
وإليه نعود لنعرف منه
الصوابْ.
وهو يختار -حين يشاء-
الطريق الصحيح
ويملك إن شاء فصل الخطابْ.
من تأملات الثلاثاء 28 سبتمبر 1999م