الفقر (1)
- يقولوا في المثل "الكعكة في يد الفقير عُجبة" فما بالكم لو توفق الفقير بشراء قميص أنيق أو حصل على هاتف جوال هدية نظير فوزه في مسابقة "رمضان" أو حتى في مسابقة "من طلب الجن ركضوه". فكري قاسم -
يقولوا في المثل "الكعكة في يد الفقير عُجبة" فما بالكم لو توفق الفقير بشراء قميص أنيق أو حصل على هاتف جوال هدية نظير فوزه في مسابقة "رمضان" أو حتى في مسابقة "من طلب الجن ركضوه". سنستكثر عليه ذلك، وسيبدأ "الحشوش" لأننا أصلا نريد الفقير إنساناً مطروحاً على الأرض ويلبس ثيابا مرقعة – تماما- مثل نتائج الانتخابات!
يحاول المستفيدون من كراسي المقدمة – بالمناسبة- تمييع مواجع الناس وشكاواهم من الفقر مرددين بخجافة: احمدوا الله.. أنتم أحسن من غيركم في الصومال.
لو كان الفقر رجلاً لقتلته.. لكن ما العمل حينما يكون الفقر مجموعة رجال نهبوا ثروات البلد وقحطوا الأخضر واليابس ولم يبقوا للناس غير التزاحم حول كشوفات الزكاة . وكمواطن غلبان لا بد انك ستكون المقتول الوحيد في مثل هذا النزال اللص.
الفقر - على أية حال - هو أن يحكمك هؤلاء الذين كانوا يوما ما، قبل وصولهم إلى السلطة فقراء ينقعوا ثم لما نهبوك ناجين بجلودهم من لعنات الفقر تركوك تتجرع مرارة حاجتهم القديمة.
وأما قمة الفقر هو أننا عند كل انتخابات نعيد انتخابهم بكامل لصوصيتهم فيزدادون غنى ويزداد الناس فقرا.
الفقر الحقيقي هو أن ينهبك التجار طيلة العام وفي رمضان فقط يتعاقدون مع الرحمة ، وقمة الفقر هو أن يعتقد هؤلاء أنهم نجوا من لعنات الله ولعنات الناس.
الفقر هو ذاك الذي يجعل المصالح بلا أخلاق ،ويجعل الناس تتسابق على كشوفات الزكاة وتتملص من أمام كشوفات التبرع لمريض يحتاج ثمن الرقود.
الفقر هو أن يمرض أحد أقاربك - أو أنت- ولا تجد لحظتها قيمة فاتورة العلاج حتى لو ذهبت إلى المستشفى على ظهر سيارة مرسيدس.
الفقر هو أن يأتي العيد وتنظر إلى سوق الحراج نظرة الصوفي إلى "الكعبة" وتنظر لأطفالك الذين ستكسيهم كأنهم متحصلي ضرائب.
Fekry@gmail.com