|
|
|
|
|
الإدارة بالبركة.. و"شبر الدولة"!!
بقلم/ صحافي/عبدالله حزام
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 21 يوماً الجمعة 30 إبريل-نيسان 2010 05:55 م
عجيبٌ وغريبٌ .. أمر الإدارة لدينا .. ففي كثير من الأحيان لاعلاقة لها بما أتى به "آدم سميث" وجماعته.. لأنها إدارة بالبركة وعقلية "ما بدا بدينا عليه".. وتتعكز على البيروقراطية، ونظريات محلية خالصة أفرزت ظواهر مذمومة كحق ابن هادي وما شابهها من مخرجات أهلكت الحرث والنسل!. * في الدول المتقدمة والمتأخرة.. ولتكن الأولى مرمى هدفي الأول يختار الموظف العمل الذي يشبع رغباته لهذا يتميز أداءً وإبداعاً خاصة في وظائف الإدارة العليا.. فيما في بلادنا نبحث عن الوظيفة من باب "شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي".. يعني الوظيفة ليست تعبيراً عن الذات! بل رزق لابد أن يأتي ولو بالصميل!.. المهم "المعاش" من ظهر حمالة الآسية "الدولة" بأي طريقة.. وهذه واحدة. * الثانية تغازلنا دوماً لكن لا نقترب منها ونهجرها هجراً غير جميل وهي "المعلومة" أساس نجاح الإدارة فنتعامل معها تعامل المناسبات الموسمية لتبقى يتيمة في قعر حيز اهتماماتنا، اللهم إلاّ في التعامل مع المنظمات المانحة.. وأجد نفسي في معرض الأسى مجبراً على الاستشهاد بما يقوم به الكونجرس الأمريكي الذي يعمل به 400 خبير ومكتبة تحوي 138 ألف كتاب، بهدف تحليل المعلومات وتقديمها للأعضاء على أطباق الطبخ الجاهز لاتخاذ قرارات تدير العالم بأسره..!!. وأردف باستغراب صارخ هو وجود إدارات مختصة بالمعلومة والتخطيط، لا تعلم شيئاً عن حال مؤسساتها وتخطط للمريخ تماماً كما مشاريع القات، ولو غضب الله على أحدٍ منا وذهب مستجدياً معلومة من هنا أو هناك لمادة صحفية أو بحث، سيجد ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من جهل مفرط بالمعلومة وغيابها.. وأكثر من ذلك مسؤولين يتكتمون على حق ليس شخصياً لأنه شخصية عامة والمفترض أن يقدم معلومة لمن يحتاج .. ولله عاقبة الأمور..!! * في جعبتي ثالثة ورابعة.. وأكثر، أما الثالثة سأرمي بها إلى سلة الاستاذ الصديق نبيل شمسان - نائب وزير الخدمة المدنية والتأمينات وأطلب منه النظر بعينه الثاقبة ورؤيته المستنيرة إلى قانون الخدمة المدنية الذي يهتم "للوظيفة" وواجباتها.. فيما تغمز جميع نصوصه إلى غياب الاهتمام بالموظف وحقوقه الذي ملّ من الصراخ على طريقة مسرحية عادل إمام "دنا غلبان".. وفي تصوري أن لدى العزيز نبيل شمسان ما يفعله لإعادة الأمور إلى نصابها وهو يفعل ذلك ونعلم جيداً جهده في مشروع "وظيفة الدولة" الذي طال انتظاره!!. * أما الرابعة فهي من نصيب السادة الوزراء، وعديد من القيادات الإدارية العليا والذين يفترض بهم تذكر مقولة العم "آدم اسميث" حين قال: الإداريون يعملون الأشياء بشكل صحيح والقادة يعملون الأشياء الصحيحة" لكن نحن لا نريد وزارة حين تدخلها تجد من يقول لك هذا الطابق للوزير وهذا مصعد الوزير وينسحب الحال على الحمام والبوفية ووو... طيب فين حق الغلبان ابن الغلبان موظف الجن!!. * الحال ذكرني وأنا استمع لتندرات مثل هذه بتصرف رئيس شركة "ماركس اندنبسر" عندما طلب الذهاب إلى الحمام في إحدى فروع شركته واستوقفه مدير الفرع قائلاً: هذا الحمام للعاملين ولا يليق بك ويمكن أن تذهب إلى حمام الإدارة.. عندما استشاط غضباً وصرخ في وجهه ماذا تعني بحمام الإدارة؟ إذاً هذا الحمام لا يليق بي فهو لا يليق بموظفيني. * طيب نحسبها.. نجي يمين - شمال- شرق- غرب فوق تحت على جنب سنجد أن الإدارة سلوك مرتبط بالدين، والمخالفة لقيم هذا السلوك يعني مخالفة للقانون، والقانون جزء من الدين.. ومع ذلك تقفز على كل ذلك وما شاء الله كان..!. * كمّ هائل من مصائب الفهم الإداري الغريب والعجيب، خذوا أمثلة أخرى.. لماذا تصل مشكلة متناهية في الصغر في مديرية ما إلى الوزير قبل مدير المديرية والمحافظ؟.. ولماذا يتعامل الرؤساء الإداريون مع موظف أدنى قافزين على التسلسل الإداري، لأن هذا من الخُبْرة فهل نسمي ذلك "محلبية" أم ماذا؟. * لم نكمل بعد والقادم أسوأ.. تخيلوا أن مقدار التهرب الضريبي العام الماضي سبعة مليارات ريال، وأن مشروعاً قائماً لمكافحة الجراد وبميزانية سنوية في وقت حرمت فيه الجراد على ما يبدو دخول اليمن لأنها وجدت من يأكلها قبل أن تأكل الأخضر واليابس، وكان الأحرى بالجهة المعنية الاكتفاء بوحدة صغيرة بطريقة إدارة الازمة.. وقت الله الله!!. ولكم أن تتخيلوا أيضاً عجز الإدارة المحلية عن إدارة شلالات بني مطر، وعلى المجالس المحلية هناك أن تثبت عكس ما أقول. * حتى إدارات خدمة الجمهور التي صدر تعميماً من مجلس الوزراء بإنشائها في الجهات المختلفة تحول بعضها إلى "حلبطة" للجمهور.. وببرود أعصاب ستجد من يقول لك: انتظر حتى تصلك رسالة (SMS) بموعد استلام معاملتك جاهزة.. لكني سأقول: موت يا حمار!!. * أما طبيعة المدير فحاجة ثانية تماماً.. فستجد الموظف الذي يسأل عن أحوال طقس المدير: هاه الطبيعة شرقي ولا غربي، وأن تمكن من مقابلته فقد يجد لدى البعض من المدراء ما لا يسر ولا يمت بصلة لأدوات القائد الإداري والتي منها الحب، الاهتمام، الاثابة، ووضع النفس مكان الآخر، والانصات. * وكُلّه ولا أمرّ من إدارة الشئون المالية والحسابات في بلادنا، خزنة بيت مال عباد الله ووكلاء آدم، الذين لولاهم لأصابنا القحط، فدأبهم على الوفورات بات أمراً واضحاً.. فيما الجهات التي يعملون بها بحاجة إلى بنية تحتية وتطوير، وتحفيز للموظفين، أما حقوق "عيال الخالة" من الموظفين فمحكوم على أغلبها السقوط بالتقادم، عكس العالم والقوانين. * ولا فائدة ترجى من حباب الروس والأيدي معهم لأن لهم شفرات خاصة فيتحول معها قطاع كبير من موظفي الجهة إلى جوقة مطبلين للشئون المالية وعلى طريقة "صباح المدير يا سعادة الخير".. يحدث هذا من ربشة رؤية المدير المالي ذات مساء!!. * أما طحاطيح السفريات بغرض الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في كثير من شئون حياتنا المهمة لثلاثة أو أربعة أيام فحال يذكرنا بضحكة "كيف تتعلم الانكليزية في ثلاثة أيام"؟. * السؤال المشنوق على خشبة الأسى.. هل إدارتنا للأمور شكلية وعبارة عن مباني ويافطات، ليس لها علاقة بآدم اسميث وديمر وفلويت وبريسكو وكارينجى؟ نعم كارينجي أو التنظيم الإداري الذي قال عن أهميته "خذ منا كل منشآتنا الصناعية والتجارية، وكل طرق مواصلاتنا وكل أموالنا واترك لنا التنظيم وخلال سنوات أربع سوف نكون قادرين على استعادتها جميعاً. وتبقى كلمة * خلاصة الخلاصة.. الإدارة الحديثة هي الحل.. والله لقد شدني شعور التعلم مرة ومرات وأنا أرى من اشتعل رأسه شيباً من القيادات الإدارية يحمل كراسات المحاضرة متجهاً إلى قاعات محاضرات مركز تطوير الإدارة العامة بجامعة صنعاء الذي يديره الأستاذ العزيز دكتور خالد الأكوع ومعه نخبة من أساتذة الإدارة المشهود لهم بالكفاءة.. بالفعل هناك ما يمكن أن نبدأ به منهج حديث، مكتبة غنية بالمراجع، أساتذة أكفاء.. فقط نخطو الخطوة الأولى، فتأهيل القادة الإداريين بات ممكناً.. والعهدة على الإرادة والعزيمة.
|
|
|
|
|
|
|
|