|
|
|
|
|
في ذكرى سبتمبر.. الانحياز إلى الشعب لا لمستغلّيه
بقلم/ كاتب/فتحي أبو النصر
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 6 أيام السبت 27 سبتمبر-أيلول 2014 11:37 ص
«1»
تُرى ماذا يعني أن تمشي بقدم واحدة، بينما حشد من البوم يحرس أحلامك..؟! إن دموعك مجهدة، لكن بسمتك الخائبة مازالت تقاوم؛ كذلك لم تنهر هذه البسمة المتدافعة رغم هول كل المرارات في اللحظة، ووحده عوائك الجاحظ المروّع لم ينطفئ بعد منذ عام 1962م.
«2»
التوازن الحقيقي الذي كان يأمله الشعب جرّاء سبتمبر العظيم يتمثّل جوهرياً في إقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، إلا أن مراكز الهيمنة التاريخية استمرت تكرّس امتيازات ونفوذ شتّى حالات التخلف والطبقية في المجتمع والدولة.
من هنا لا شك، تعد جريمة كبرى بحق الضمير والوطن والتاريخ أن نتنازل عن روح سبتمبر لمجرد ان أهم أهدافه مازالت تتعرّض للإعاقات الممنهجة، بقدر ما يجب أن نصر على التشبُّث بروح سبتمبر وتحقيق مضمونه الأهم كونه يمثّل الانحياز إلى الشعب لا لمستغلّيه، وما دونها ليس سوى تعزيز مراكز الاستعلاء التاريخية ما قبل الوطنية، أي تعزيز آثام وموبقات الوعي المعطل لنشوء دولة الشراكة والكرامة والقانون والعدل.
«3»
الفرح لا يأتي.. ربما يخاف أن أحداً لن يعرفه، أحياناً يأتي متنكّراً بثياب الحداد، وأحياناً أتيقن أننا بدأنا نشك بوجوده أصلاً؛ كأنه ذاتنا المفقودة في كل الأمكنة، أو المجهول الوحيد الذي يتابع أخبارنا عن بُعد، لكن من يدري؛ لربما شعر بالسأم المر من طول انتظارنا له مثلاً، ومع ذلك سنظل نطفح في حزنه المثالي إلى حد الفرح..!!.
«4»
يقول التنويري الرائد عبدالرحمن الكواكبي: العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ؛ بهم عليهم يصول ويطول؛ يأسرهم فيتهلّلون لشوكته؛ ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛ ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته؛ وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً؛ وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً؛ ويسوقهم إلى خطر الموت، فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة..!!.
fathi_nasr@hotmail.com |
|
|
|
|
|
|
|