- عندما استلمت الحكومة السابقة مهامها كان المسؤولون متفائلين إلى درجة أنهم كانوا يطمحون إلى تحويل اليمن إلى ماليزيا ولكن تأتي الرياح الفوضوية بما
عندما استلمت الحكومة السابقة مهامها كان المسؤولون متفائلين إلى درجة أنهم كانوا يطمحون إلى تحويل اليمن إلى ماليزيا ولكن تأتي الرياح الفوضوية بما لاتشتهي السفن المحاصص آتية إذ لم تصبح اليمن مثل ماليزيا ولكنها صارت مثل طائرات ماليزيا تعرف أنها تطير ولاتدري أين سارت ؟
أما اليوم فأصبح لسان الحال ظل الحكومة ولا غومة الصراعات المسلحة .
في هذا الواقع لايمكن أن تكون الحكومة ولاحتى كتلك الأصنام المصنوعة من التمر التي كان العرب يقدسونها في الجاهلية حتى إذا جاعوا أكلوها .
حتى وإن أحضرنا رئيس الوزراء الياباني بذاته وصفاته ونقلنا جميع الوزراء اليابانيين إلى اليمن وسلمناهم مقاليد الحكومة لوجدوا أنفسهم شاخصين مهطعين حائرين مطننين لأن الحكومة لايمكن أن تعمل أو تتحرك في بيئة تعمها الفوضى المسلحة وتتخللها الأحزاب والجماعات المتصارعة والمصالح المتضاربة.
إذا كان العسكري البسيط في النقطة لايملك من القوة ما يمكنه من منع نافذ مسلح من الدخول بسلاحه فكيف نتوقع أن تقوم الحكومة بواجبها وكيف يمكن أن تتخذ صفة المنقذ ؟
المشكلة ليست في عدم وجود كفاءات في هذا البلد ، وإنما هي في أن القوة النظامية المعول عليها في تنفيذ الإجراءات والخطط والتعهدات الحكومية اصبحت هي ذاتها مهددة في واقع الفوضى المسلحة المنتشر في البلد وفاقد الأمن لايعطيه.
لست متشائما ولكني أتحدث هنا عن واقع معاش.
حتى لا تكون الحكومة فخرية منظر فقط ولاعمل لها .
حتى لا تكون الحكومة حرف جر زائد ممنوع من الصرف و لامحل له من الإعراب.
يقال الرفيق قبل الطريق ونقول المناخ قبل الحكومة وبصيغة أخرى المناخات قبل الكفاءات ذلك أن الكفاءات لايمكن أن تعمل إلا في مناخ آمن ومتفاعل ويستحيل أن تعمل وسط هذه التناقضات الرهيبة التي تضج بها ساحة الوطن.
وأيش تعمل الحكومة الكاملة في البيت العطل ؟!
الحكومة في واقع كهذا الذي يعيشه البلد أشبه بشريحة غير مفعلة وتفعيل العمل الحكومي يوجب على جميع الأطراف التي وقعت عليه إخراج البلد من دوامة الفوضى المسلحة وتوفير الجو المناسب والملائم لهذه الحكومة لكي ترى عملها وتقوم بواجباتها.
اذكروا الله و عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين