كنت ومازلت اعتقد أن الخليج مهم لاستقرار اليمن والعكس صحيح..
لايجب بأي حال على اليمن أو الخليج الركون على المجتمع الدولي لفرض الاستقرار في اليمن إلا من الناحية اللوجستية فقط.
الحديث عن مبادرة خليجية ثانية لإنقاذ الوضع المتأزم في اليمن يبدو خيارا لا بأس به مقارنة بالتدخل الدولي الذي قد يكون له جوانب سلبية خصوصا في ظل حالة الانقسام اليمني الداخلي فضلا عن التشتت الدولي في العراق وسوريا وليبيا .
بالنسبة للقوى الكبرى في العالم اليمن ليست منطقة جاذبة لفقرها وقلة ثرواتها وبالتالي يبدو التدخل فيها من زاوية ضيقة غير متسعة دون وجود أي رؤية واضحة لإخراج اليمن من وحل الرمال المتحركة الذي يتسع يوما عن يوم وبالتالي لايجب على الخليج أن ينتظر التدخل الدولي ليتحرك بل عليه أن يبادر لإنقاذ اليمن بدعم من المجتمع الدولي وبما يتفق مع مصلحة اليمن ودول المنطقة.
نعم الخليج أيضا مشغول في سوريا والعراق وليبيا ولبنان ومصر ولكن وكما يقال «جارك القريب ولا أخوك البعيد «
خصوصا حين يكون موقع الجار هو الظهر الأمني للخليج.
اللجوء إلى نظريات التحصين الأمني والعزل لكل دولة على حدة لايحقق الأمن الاقليمي ولايحمي دول الجوار من تأثيرات ما حولها وهذا ما يمكن قراءته من الوضع السوري وتأثيره الذي امتد على دول المنطقة بأكملها ومثل خسارة فادحة على الجميع وهنا تأتي قيمة المبادرة الخليجية لردم الوضع في اليمن قبل دخوله في الحالة السورية والعراقية.
تأثير انفجار اليمن لايكمن فقط في أن عدد سكانه يوازي سكان دول الخليج قاطبة ونسبة الفقر فيه تتجاوز الستين بالمائة وإنما لأن عدد الأسلحة في هذا البلد يوازي عشرة أضعاف سكان الخليج.
وحدوث حرب أهلية _لا سمح الله_ سيكون تأثيره اخطر من ايبولا فالانهيار الأمني عدوى في الدول المتجاورة والمتلاصقة وأوضح مثال تأثير الوضع السوري على انفجار الوضع في العراق ولبنان وغيره.
اعتقد أن الوقت مازال مناسبا لمبادرة خليجية ثانية لإنقاذ اليمن تتجاوز أخطاء وسلبيات المبادرة الخليجية الأولى.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين