بالتأكيد يبقى الخوف مشروعاً من استمرار الأداءات مثلما في السابق دونما مزايا محترمة أو تجديد يليق؛ إلا أننا سنبدي تفاؤلاً كبيراً رغم كل شيء، وليس من أسباب واقعية للتفاؤل في اليمن؛ إذ لا يمكنك بسهولة الاحتفاظ بصفاء رؤيتك للأحداث والتوقّعات إلا بصعوبة بالغة.
فقط وحدها الأحلام التي لا تنتهي تأخذ بقلوبنا المفجوعة دائماً؛ وإذ دائماً تبرز لنا المحطّات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأكثر مرارة وقهراً وتدميراً، فيستمر التشاؤم ينط على رؤوسنا هكذا بلا شفقة، إلا أن إرادة بعث الدولة والحياة الوطنية السويّة مازالت تتحفّز في قلوب ملايين اليمنيين - رغم كل المعوّقات في هذا المنحى بالطبع - مؤزّرين بأحلامهم المثخنة الشاقة، تلك الأحلام شديدة الاستبسال والإصرار العجيب.
ولذلك فلتفتحوا النافذة، افتحوا نافذة الأمل، ولا تتملّصوا أو تتغافلوا أو تؤجّلوا المهام الملحّة بعد الآن.
كونوا إيجابيين، ولا تعزّزوا من سلبية النزاعات أو عدم الثقة أكثر، فالمغالطات أو المناورات ستنفضح في أقرب اختبار لا شك، ويبدو واضحاً أن الأزمات التي تتوالى تكاد تصيب البلد والشعب بالفشل والانهيار تماماً؛ إذ يكفي كاهل البلد والشعب مختلف الأعباء التي تراكمت على نحو مخيف.
fathi_nasr@hotmail.com