التحالفات السياسية الخائبة التي أفضت إلى حالة اللا دولة، لا تقل خيبة عن التداعي الحر مع مقوّماتها ودواعيها، فقد ثبت الآن أن كامل التدابير الهيكلية السابقة في المؤسّسة العسكرية لم تكن سوى ديكور هش يخفي في طياته قدراً كبيراً من الولاءات الشخصية والجهوية، كما ثبت أن استمرار السكوت عن التخريب المتعمّد لأسباب الحياة والنماء؛ لم يكن يقلُّ بشاعة عن الأفعال المجرّمة ذاتها.
والآن وبعد أن تموضع فُرقاء الخراب والدمار في مربعاتهم البائسة التي ارتضوها لأنفسهم؛ أصبح لزاماً على من بقي من قوى الخير والصلاح الشروع في مجابهة الاستحقاق المؤجّل، والذي يتلخّص في استعادة هيبة المؤسّسات العسكرية والأمنية بوصفها المؤسّسات المخوّلة حماية الشرعية ومواجهة الإجرام المتجوّل في رابعة النهار.
من المؤكد أن الحالة القائمة لم تعد تحتمل المزيد من اللُجاج والتسويف المقرون باللزوجة السياسية؛ خاصة أن الذاكرة الجمعية للشعب اليمني تنتمي إلى معنى الدولة ودواعيها وضروراتها.
الذين يغرّدون خارج السوية الطبيعية للبشر هم القلة القليلة من ذلك النفر الموبوء بثقافة القتل والموت المقرونين بالتخفّي المافيوي والكذب البواح، الذين يقتلون ويسلبون ويحرقون ويفجّرون أنابيب النفط والغاز، ويعتدون على أبراج الكهرباء؛ هم أعداء الشعب اليمني الظاهرون أمام العيان بشخوصهم وأوصافهم وأموالهم المنهوبة وولاءاتهم الرثّة.
هل نتوقع تغيير نمط التعامل السابق مع المافيا اليمنية، أم سيستمر الحال على ما كان عليه..؟! تلك أسئلة موجّهة أولاً وثانياً إلى مؤسستي الرئاسة والحكومة، والقادم سيجلّي لنا الخيار والاختيار.
لا أمل في استعادة الدولة المخطوفة إن لن يتم دفع الاستحقاق الناجز، لا أمل في المستقبل المنظور إن لم تغيّر مؤسّسة الشرعية القائمة نمط التعامل مع الإكراهات الصعبة.
Omaraziz105@gmail.com