من الواضح أن هيمنة الماضي تخنق الأحلام الوطنية الكبرى، غضبُ الشباب الحالم تنمو وتيرته، مراكز القوى لا تريد الاستسلام والتصالح مع الشعب، هلع، ضجيج، سلبية، تيه، موجات من التشظّيات المجتمعية تتدافع فقط؛ وأما من يُبدون تفاؤلاً لا يملكون في الوقت الحالي سوى الشعور بالخسارة سلفاً.
الجروح الطائفية والمناطقية مفتوحة بلا التئام، الإجراءات الأساسية للتعقلن تضمحل على نحو مهول، جهود مُضنية للأمل، الفاعلية الأساسية هي للعبث للأسف..!!.
الحماسة وحدها لا تكفي في واقع موبوء كهذا للنجاة، اليمنيون يعملون ضد أنفسهم بإمعان عجيب، مخاطر جمّة نعيشها، خواء دولة، ازدهار عصابات، غموض كبير، مخاوف مزدحمة تنتظرنا في الأفق، الجميع يستمرّون في الترقُّب فقط، المشاكل المنتظر حلّها تتفاقم أكثر.
هناك معضلة رهيبة بين المهيمنات التاريخية والإرادة الجديدة، لا قيمة لوعود ونوايا سليمة دون أفعال سليمة بالطبع، اليمنيون مضمّخون بأغلبيتهم القصوى في دوامة ضنك لقمة العيش وضنك القتل المجاني، القهر العظيم يكلّلهم؛ وجدانهم وخطواتهم، الجنون يجعلهم ينهارون تلقائياً، التحمُّل يفوق قدرات البلاد الآن، فمتى سيتصرّف الجميع بمسؤولية..؟!.
fathi_nasr@hotmail.com