أيّ مستقبلٍ يتوعّدكم أيها السابحون على مخدع الوَهْم
والسائرون وأنتم نيامْ .
كيف لا تخجلون وقد بَرِئَتْ من خلافاتكم ذمّةُ الله،
واحترقتْ طاقةُ الناسِ بين انتظار الحوار
الذي لم يتم
وبين هدير الخصامْ ؟!"
***
هذه آخر تأملات أستاذنا الدكتور عبد العزيز المقالح ..
وهي تصور حال الساسة العابثين بأقدار الأمة .. والأستاذ عبد العزيز لم يدر ظهره لمايدور في الشارع السياسي منذ عرفناه مستخدما يراعه الشعري والنثري ..لمحاولة إصلاح ماتفسده السياسة والسياسيون .
أوضاع الساسة والسياسيين في بلادنا تدعو للحنق والضيق والتبرم .. لأن الدعاوى عريضة والألسنة حداد ولكن العطاء للبلاد والعباد معدوم ..
أخيرا دعت الإدارة الأمريكية أطراف العمل اليمني للحوار وسارع الإخوة المعارضون لقبول هذه الدعوة .. و هم لا يزالون في كل يوم تدعوهم قيادتهم السياسية للحوار فنسمعهم تارة يشككون في جدوى الدعوة وتارة يشكون في جدوى الحوار مع النظام .. وتارة يضعون اشتراطات مستحيلة للبدء بالحوار .. لكن دعوة العم سام تم الترحيب بها بدون تردد ولا قيد ولا شرط ..
***
من ناحية ثانية يتهم النظام معارضته السياسية المتمثلة بالمشترك بأنها تنقل للخارج كثيرا من القضايا الداخلية التي ينبغي أن تكون في إطارها المحلي ويزعم المشترك أن ماتشير إليه مصادر النظام من نقل القضايا الداخلية إلى طاولة الاتحاد الأوربي لم تقم به المعارضة ولكن منظمات المجتمع المدني وهو التعبير الآخر عن رموز هذه المعارضة .
***
نحن نعرف أن الحكومة تواجه حروبا شرسة مع ثلاث وجوه دموية تعرفها المعارضة ونعرف أنها تجهد نفسها في حل القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية والمعيشية والقضايا المحلية والإقليمية والدولية .. وهي في كل هذا تعاني وتتكبد الكثير مع المحاولة والنجاح والفشل ..
في نفس الوقت الذي نشهد فيه المعارضة غارقة في حالة بطالة لايخرجها منها إلا تصريح وتصريح مضاد مع مصادر السلطة ..
***
كم نتمنى أن تنتهي حالة البطالة التي تعيشها المعارضة ويعلم المعارضون أن من يعمل ينبغي أن يقف الناس معه للتصويب والتأييد والمداولة وليس للمعارضة لمجرد المعارضة وبغير حدود . وكم نتمنى أن يعلموا أن الناس ينتظرون منهم مشاريع صالحة لإخراج البلاد من حالة الأزمة التي يعيشها والتي كانت هذه المعارضة أحد أبرز صناعها .. وليس أقلها تأجيل الانتخابات تحت تعهدات وشروط للعمل على حلها ولكنها لم تتم ..
ومرة أخرى نقول مع الأستاذ الدكتور المقالح ..
"أيّ مستقبلٍ يتوعّدكم أيها السابحون على مخدع الوَهْم
والسائرون وأنتم نيامْ .
كيف لا تخجلون وقد بَرِئَتْ من خلافاتكم ذمّةُ الله،
واحترقتْ طاقةُ الناسِ بين انتظار الحوار
الذي لم يتم
وبين هدير الخصامْ ؟!"