الإرهاب لم يعد بحاجة إلى تعريف.. الإرهابيون هم أعداء الحياة بكل مقوماتها والإنسانية بكل مزاياها.. فالجرائم التي يكتوي بأدوارها الطفل والمرأة والكهل.. والجندي والضابط والمدرس والعامل سواء تلك التي تستهدف السبيل العام أو المدرسة أو هذا المرفق أو ذاك أكان خدمياً أم تنموياً..
الإرهاب ومنفذوه بخططهم وآلياتهم التنفيذية الإجرامية صاروا اليوم بنظر الكبير والصغير أعداء قتلة ومصاصي دماء.. قتل الطفولة ببراءتها باتت من أهدافهم ومراميهم الإجرامية، إثارة الرعب والقلق والخوف بين أولياء أمور الطلاب صارت من مخططاتهم لوأد سكينة المجتمع واحلال الفزع والرعب بدلاً عنها.. الإرهاب يقتل.. يُدمر.. يفجر المباني يمزق أجساد الناس وينثرها أشلاءً هنا وهناك.. ومع استمرار وشدة الجرائم التي ترتكب بحق هذه الأمة وبحق الوطن صرنا على قناعة تامة بمعرفة أهدافه ومراميه الأساسية.
بمعنى أن الإرهاب لا يقوم إلا على أرضية قواعدها غياب الأمن أو فقدانه.. الصراع بين بعض فئات المجتمع.. اشتداد مطامع تجار الحروب والمهربين والخارجين عن النظام والقانون.. وتلك هي بيئة الإرهابيين الذين يجدون من خلالها ضالتهم الشريرة لبث سمومهم وأحقادهم ضد الإنسانية والحياة.ما يؤسف له ويندى له جبين كل مسلم وعربي غيور أن الإرهاب يضرب وينخر في جسد يمن الإيمان والحكمة.. ما يؤلم وما يزعج اليمنيين الوطنيين.. أن تتواصل الجرائم الإرهابية بحق اليمنيين وبحق اليمن وكأن ما يحدث لا يعني هذا أو ذاك من أصحاب القرار المعنيين بلجم الإرهاب بعد وقف استمراره وآثاره التدميرية أكانوا أصحاب القرار قادة أحزاب أم منظمات مجتمع مدني وعسكري أم كانوا في مواقع السلطة والحكم أم كانوا مرجعيات وقوى وطنية بمختلف توجهاتها ورؤاها الفكرية.
إذاً من هنا نتساءل: إذا لم يكن أولئك هم المعنيون بالتصدي للإرهاب ووأده واستئصال شأفته... فمن يكون المسئول؟. عشرات الضباط ومئات الجنود ومئات من قادة الفكر والرأي والمنظمات المدنية والأدباء والسياسيين وحتى الحزبيين يتساقطون هنا وهناك وبدماء باردة.. من المسئول عن استهدافهم على مرأى ومسمع من الجميع ولا جديد حول إماطة اللثام عن القتلة والمجرمين؟.مشكلتنا أن كلاً منا يتهرب من مسئولياته وهو ما يخشى أن يقودنا إلى فقدان قدراتنا لا على الفعل لمواجهة الإرهاب بل وحتى الكلام عنه وحتى التنديد به.. يجب وقف استنساخ بيانات الندب والتنديد والشجب وتحميل أجهزة الدولة المعنية والحكومة مسئولية ما يحدث أو قد يحدث.. يجب التسليم بأن إراقة دماء ما يزيد عن (7000) يمني في دهاليز الأزمة القاتلة التي أنهكت الوطن وأبناءه وقضت على الاستقرار وأضرت بمصالح الأمة الاقتصادية والاجتماعية قد تجاوزت كل الحدود، وأن الحياة لا يمكن أن تستقيم إلا بصحوة كل يمني أكان مسئولاً أم مواطناً أم جندياً أم سياسياً أم إعلامياً أم رجل دين.. إلخ.. صحوة الضمير.. صحوة الواجب، صحوة الحياة.لابد من تحرك وطني يوقف تدهور حال وأحوال الأمة والوطن.. لابد من الأخذ بعلاج يداوي جراحات الأمة والوطن الغائرة ولو استدعى ذلك بالكي فلتوحد رؤانا ومواقفنا حول مصلحة الوطن..
ونجدد في هذه التناولة.. دعوتنا ومناشدتنا لكل يمني بالاصطفاف الوطني الطارئ والعاجل لانتشال البلد من الواقع المؤلم والسير به نحو شاطئ النجاح وغاية هدفنا لا شك هدف الجميع ووسيلته لابد من أن تكون حاضرة قادة الأمة الذين حمّلهم الله أمانة السير بها نحو النجاة.