الحقوقيون التوابع أرذل ماعرفت البلاد؛ قفازات لعمليات قذرة جداً، قفازات مغمسة بالتبرير وغطرسة المنتهكين.. الحقوقيون الذين لا ينزهون حقوق الإنسان عن مواقفهم السياسية.. الحقوقيون الذين لا يلتزمون بقيم الإنسانية في التعامل بين البشر.. الحقوقيون النفعيون.. الحقوقيون الذين تجعلهم المصالح يعودون إلى زمن شريعة الغاب..الحقوقيون الذين لا يصنعون السلام ويمقتون العدالة.. الحقوقيون المتبجحون.. الحقوقيون المنفصمون.. أغلب المؤشرات تدل على تشوه وعي حقوق الإنسان الطري في بلادنا، ومن هؤلاء للأسف ثمة من يتمسك بغوغائيته على حساب انتهاكات الإنسان دون أي رادع من ضمير.. ينكشفون عند أول اختبار.. لا يؤمنون بالحقوق البديهية للإنسان مادام يخالف منهجهم السياسي.. يؤازرون السلطات التسلطية لمجرد أنها ترضى عنهم.. يستغلون ضعف عملية الوعي المجتمعية لتمرير صفقات لا علاقة لحقوق الإنسان بها على الإطلاق.. يغرقون في أزمات تناقضات حادة بين القول والممارسة.. يتنطعون دون خجل.. يستمرون في غيهم البليد الذي يضرب وعي حقوق الإنسان في الصميم.. يقوضون استقلاليتهم مع سبق إصرار وترصد.. لا يمتون للشفافية وللمبدأية بصلة.. كل ما في الأمر أنهم يعاقبون خصومهم السياسيين بأقنعة حقوقية زائفة، معززين طريقة الدكاكين التي يعملون بها ليس إلا.
تلويحة سرمدية
مضى عمره وشوارع المدينة تجهش خطواته كغريب
لكنه بابتسامته الكاملة صار على يقين بأن المدينة قاسية مثل زوجة الأب!
فجأة احتشدت في قلبه هموم الشوارع كلها.
سر لي بحنينه الأخير للمدرجات التي زرعها صغيراً.
قال إن «الأرض مثل الأم»
ثم بخلاصة ارتباكاته كقروي يتيم قرر الاتجاه لـ«فرزة باب اليمن».
تاركاً تلويحته السرمدية الأصيلة تنشب في همومي الخصبة مثل «حجنة وشريم»!
fathi_nasr@hotmail.com