|
|
|
|
|
الذهب الأصفر نعمة أم نقمة
بقلم/ دكتور/احمد اسماعيل البواب
نشر منذ: 14 سنة و 3 أشهر و 23 يوماً الخميس 29 يوليو-تموز 2010 05:30 م
مع تزايد اسعار الذهب تستمر حكاية معظم البلدان مع المعدن الأصفر وثبت العزم فيها، ففي حين رفع معظم بلدان الشرق الاوسط والمغرب العربي مخزونهم من الذهب محتلة المراكز الاولى كما جاء في احصائيات صندوق النقد الدولي كانت ولا زالت البنوك المركزية في الدول الصناعية بائعة للذهب, حيث انخفضت حصتهما من الذهب النقدي العالمي مع اعتزامها الاستمرار في خفض مخزونها من الذهب باعتباره من الاصول الخاملة او الجامدة واستبدالها بأصول اخرى كالعملات الاجنبية مثل اليورو والدولار والجنية الاستراليني والين والايوان الصيني والاسهم والمشتقات الجديدة في الاسواق الدولية التي تقوم بمنح مزايا الذهب للمستثمرين من دون الاعتماد على اصل عقيم الا انه في ظل اختلال السياسة النقدية وعدم ضبطها وكبح التضخم في الدول الصناعية خاصة بعد العاصفة المالية التي عصفت بالعالم كافة منذ منتصف سبتمبر عام 2008م وحتى يومنا هذا ادى الى ظهور مشاعر حميمة تجاه الذهب، واتجاه الدول الصناعية نحو المحافظة على مخزونها من الذهب وزيادة احتياطياتها من المعدن الاصفر الذي وصل سعر الاونصة منه الى 1164 دولار امريكي، فتمسك معظم بلدان العالم بالذهب الاصفر انطلق في الغالب من كونه رمزاً للثقة بعملاتها واحد اهم خطوط الدفاع عنها، وفي اعتقادي حتى وان زادت البلدان من احتياطياتها من الذهب الاصفر، فان ذلك لايعني ان يكون للمعدن الاصفر اي دور للجم قيمة العملات الصعبة، وهناك أعباء اضافية عند الاحتفاظ باحتياطيات من الذهب تصل الى المليارات من العملات الصعبة سنوياً تتحملها البنوك المركزية المحتفظة بهذا المعدن خاصة عند مقارنة عائدة الذهب بالعائد الاستثماري في اي ادوات مالية اخرى، وقد حدث العكس حالياً نتيجة تصاعد قيمة هذا المعدن والذي وصل الى الف ومائة واربعة وستين دولاراً امريكاً للاونصة الواحدة الا اني اوكد انه لو تم استثمار الاحتياطيات من الذهب الاصفر تحت حمايات قانونية وبيعه لمختلف الصناعات وفي موجودات غير قابلة للتصفية فانها سوف تحقق عوائد مجزية لتلك البلدان التي تمتلك تلك الاحتياطيات من الذهب الا انه من خلال متابعتي للتطورات الاقتصادية العالمية اجد ان هناك من يدعو الى الحفاظ على تلك الاحتياطيات من الذهب، وينكر ان تقرير مجلس الذهب العالمي اشار الى ان احتياطي لبنان من الذهب يصل الى اكثر من خمسة وعشرين بالمائة من الاحتياطي العام للخزينة العامة يليها المملكة العربية السعودية وبعض بلدان المغرب العربي، ولهذا يظل السؤال والاجابة محيراً هل الذهب الاصفر نعمة ام نقمة على الاقتصاديات والاوطان والمدخرات الفردية والجماعية. |
|
|
|
|
|
|
|