عمت صباحاً يا أبا لهب! إلى أين تمض يا أخا العرب؟
- سأذهب لجلب دبة غاز من كوريا الجنوبية.
- ويحك يا رجل! أصبأت عن غاز آبائنا وأجدادنا؟ تالله لأقلبن بعيرك بترولا بدلا من الغاز!
ـ تبا لك يا أبا جهل! ألم تعلم أن سعر الغاز في كوريا أرخص من سعره في مضاربنا؟!
ـ ولماذا هو أرخص في كوريا؟
ـ لأنها تشتري المتر الغاز بثلاثة دولارات فقط، ومن مضاربنا.
ـ ثكلتك أمك! ولماذا نشتريها بألف ومائتي ريال؟
ـ لأن بأسنا بيننا شديد.
ـ أي بيعة هذه!
ـ بيعة سارق، بعيد عنك.
ـ ثكلتك أمك يا أبا لهب! وما حاجتك إلى الغاز وزوجتك حمالة الحطب!
في ساحة قريش يخرج أبو الحكم على الملأ ويهتف بعلو صوته:
ـ يا قوم! لقد صبأت الكهرباء ورب الكعبة! بين كل هنيهة وهنيهة "طفي لصي"، حتى أحرقت غسالاتنا وثلاجاتنا وتلفزيوناتنا...
ـ إنه الماطور، إذن!
ـ وما الذي جلبك على الكهرباء وفواتيرها وسعر الكيلو الكهرباء قد بلغ مبلغه وديونك لخزاعة صاحب البقالة قد تجاوز كل حد بسبب الشموع.
ـ وماذا أفعل؟!
ـ ألست جارا لأبي لهب؟
ـ بلى.
ـ إذن، وفر على نفسك واربط سلكا من رأسه وولع ببلاش.
ـ ويحك يا شعتنة! ألم تعلم أن البلاش يجيب العمى والطراش!
ـ جل سادة القوم وكبرائهم يولعون ببلاش، وأنت واحد منهم.
يذهب أبو الحكم إلى دار أبي لهب ويطلب منه أن يربط له سلكا من رأسه، فيرد عليه أبو لهب:
- أكلتك أمك يا أبا الحكم! وكيف تريد أن أربط لك سلكا وأنت بلا "عداد"؟
ـ ويحك يا أبا لهب! أنسيت أننا نهرب الديزل معا، ومعنا محارب بن فهر؟!
ـ فلتصمت أيها الأحمق! وسأربط لك سلكا من الضغط العالي.