|
|
|
|
|
الإعلاميون يقتلون أيضاً يا «خالد»
بقلم/ استاذ/عباس الديلمي
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 13 يوماً الخميس 19 فبراير-شباط 2015 10:33 ص
قبل وجود شيء اسمه الإعلام أو الوسائل الإعلامية أو الاتصالية كان الشاعر هو إعلام قبيلته والناطق والمتحدث باسمها لا بما تمليه سياسة الدولة- كما هو اليوم- وأجهزتها المختلفة من مطامع وأغراض ونوايا شريرة, ولكن بما يخدم الحق ويُظهره ويجسد الأخلاق والقيم النبيلة.
وعندما نقول كان الشاعر هو إعلام قبيلته فإن ذلك لا يعني انه لم يكن صاحب رأي وحاملاً لقضية آمن بها كما هو حال شعراء التشيع وشعراء التصوف وشعراء الخوارج أيضاً..
هكذا كان الحال ولهذا قُتل وصُلب الكثير منهم بل إن بعضهم حكم عليه طاغية من طواغيت عصره بأن تسحب لسانه من خلف رأسه- أي من رقبته.. وكما قتل الكثير من الشعراء في العصور القديمة (جاهلي وعباسي- وأموي..الخ) بحد السيف فقد قتل شعراء وإعلاميون في عصرنا بالرصاص وبالقذائف والعبوات.. بل هناك من قتل قهراً وكمداً وتوجعاً.. ولهذا قال الشاعر الكبير نزار قباني وهو يرثي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين- رحمه الله -»يُقتل الأنبياء من أجل رأيٍ:. فلماذا لا يقتل الشعراء»..
هكذا لا يستغرب الشاعر نزار قباني قتل أصحاب الرأي من شعراء وغيرهم ما دام هناك بين الأنبياء من قتل من أجل رأي أو قيمة نبيلة أو في سبيل رفع مظلومية إنسان من أخيه الإنسان..
لا غرابة إن قتل صاحب رسالة قيمة آمن بها ونذر لها راحته قبل أن يهب روحه وسلامته, وهكذا قلت لنفسي أو عزيتها يوم استشهد الزميل الإعلامي خالد الوشلي, وهو يؤدي رسالة نبيلة في إطار مهنة آمن بأمانتها وتمسك بشرفها..
خالد الوشلي الراقد الآن جوار الله مع من ظلموا قتل بعبوة ناسفة كانت تستهدف مدرسة الوحدة للبنات بمدينة ذمار, قتل لا بدافع الثأر منه أو العداوة معه, ولكن لأنه كان يؤدي رسالته الإعلامية ونقل الحقيقة للناس ويغطي بالصورة تفكيك أفراد من اللجان الشعبية بذمار للعبوة الناسفة التي تم اكتشافها بجانب مدرسة البنات شأنها شأن مدارس البنات التي استهدفت بالعبوات الناسفة في صنعاء ورداع وغيرها..
الشهيد خالد الوشلي مراسل «قناة المسيرة» في محافظتي ذمار والبيضاء كان حريصاً أن ينقل للناس الحقيقة بالصوت والصورة معاً وهذا هو الإخلاص للمهنة والرسالة التي يحملها.. فكانت نصيبه الشهادة مع من انفجرت بهم العبوة ذات الشريحتين اللتين تم التنبه للأولى ولم يتم التنبه للثانية..
لقد دفعه إخلاصه لمهنته أن يغامر بحياته رغم إدراكه أن تلك العبوة يمكن أن تنفجر في أية لحظة, فكم هو عظيم عندما أقدم على ذلك وعند استحقاقه للشهادة. فلك الخلود أيها الزميل الإعلامي يوم أربعينيتك التي مرت علينا قبل أيام ولك المجد يوم جاورت الإله حيا ترزق, ويم أضفت بحياتك الغالية علينا دليلاً جديداً أن ليس الأنبياء والشعراء وحدهم من يقتلون من أجل رأي بل كل من يمسك بقلم شريف وميكرفون طاهر نقي.. لك الخلود يا شهيد المهنة.
|
|
|
|
|
|
|
|