لا أحد ينكر التدخلات السعودية في اليمن، لكن لا يجب أن ننكر دورنا كيمنيين في تلك التدخلات، منذ أن استنجد بها الإماميون في 62م ثم خضع لها الجمهوريون في 67م بعد انقلاب الجناح القبلي على الجناح القومي وارتمى النظام بشكل كامل في حضن السعودية منذ ذلك التاريخ.
نحن من طلبنا ومن عودنا السعودية على التدخل في اليمن خلال العقود الماضية، ويمكن إعادة الأوضاع إلى نصابها بالتدريج وعبر وفاق داخلي وشراكة وطنية حقيقية لا تتعسف أو تظلم أي طرف وتدفعه لاستجلاب التدخل السعودي أو أي تدخل خارجي.
محاولة رفع الوصاية السعودية عن اليمن بدأت في 11 فبراير 2011م وأصيبت بنكسة عند التوقيع على المبادرة الخليجية، لأن المبادرة أصلحت بين أجنحة الحكم الموالية للسعودية والتي تصارعت في السنوات التي قبل الثورة وكادت تخسر الحكم بشكل كلي، وأتى التدخل السعودي لرأب الصدع بينهم حتى لا تفقد الرياض دورها في اليمن إذا ما سقطت أركان ذلك التحالف الواحد تلو الآخر بفعل الحراك الشعبي في الجنوب والشمال على السواء، وأهملت المبادرة الخليجية – عن عمد - القوى الجديدة وعلى رأسها الحوثيون والحراك الجنوبي ولذلك كان مصيرها الفشل الذريع.
ومما سبق فإن دعوتي لأنصار الله للموافقة على الذهاب إلى الرياض ليست دعوة للخضوع والعودة باليمن إلى أحضان الرياض، بقدر ما هي دعوة لتأسيس علاقات صحية مع المملكة وسد الذرائع أمام من يريدون جر الرياض إلى صراع مع أنصار الله عبر تخويفها من خطرهم على النظام السعودي.
أتت الدعوة السعودية بعد إلقاء قائد أنصار الله خطاباً نارياً هاجم فيه الرياض بشدة، إضافة إلى أنها أتت بعد أن أعلنت المملكة والإمارات جماعة الحوثيين من ضمن الجماعات الإرهابية، وهذا يدل على رغبة خليجية سعودية في لعب دور جديد ويُعد في مضمونه تراجعاً عن ذلك التوصيف خصوصاً أن الدعوة تم توجيهها عبر مجلس التعاون الخليجي.
albkyty@gmail.com