يذهب رؤساء وتذهب حكومات، ويبقى الشعب اليمني، ويبقى الوطن شامخاً يواصل صموده لا يتعثر رغم تقلب الظروف والأوضاع والمناخات.. شعب تجاوز في وعيه وعي نخبه السياسية والفكرية والثقافية، لم يعد يأبه إلى ما يمكن أن يقوم به ذلكم النفر من توقيع على اتفاقيات جديدة، فلدينا الكم الكبير من الوثائق والاتفاقات التي ينتهي العمل بها قبل أن يجف حبرها لسبب بسيط وهو أنها لا تأتي إلا وقد تجاوزها الزمن وباتت هناك على أرض الواقع تغيرات جديدة وتبدلات أكثر جدية.
البطء في إنتاج الحلول والسرعة في إنتاج الإشكالات والتعثرات هي سمة النخب السياسية اليمنية التي أصابها الشلل السياسي والجمود الفكري فلم تعد تفرق بين مصالحها الشخصية وطموحها الذاتي، وبين مستقبل وطن وإرادة شعب.
في اليمن فقط يستطيع الشعب أن يواصل حياته اليومية، وأن يعيشها وهو يستمتع بحالة العذاب اليومي الذي يتفنن في تعميقها وتعقيد مشاهدها الدرامية شخوص من خارج التاريخ والجغرافية اليمنية لا تزال تصر بأنها تمتلك موهبة التمثيل لكل الأدوار، وكل المسرحيات على الوجه الأكمل في حين أنها قد أراقت وجوهها ـ لا وجهها ـ في أكثر من محطة وفي أكثر من طريق.
هو الشعب فقط الذي لا رهان آخر سواه لأنه يعي تماماً ماذا يصير ، وإلى أين المسير ، وهو من يقرر المصير؟ لسنا بحاجة إلى اتفاقات، وإلى بروتوكولات كل ما نحتاجه هو بناء الاقتصاد ، التركيز على الموارد المادية والبشرية التي تعرضت للإهمال والاستنزاف على مدى سنوات.. فإذا كان هناك من حوار يجب أن يكون حواراً اقتصادياً بين متخصصين بالشئون الاقتصادية للخروج باليمن من حالة الإرباك، والاشتباك القائم إلى حالة الانفراج والانتعاش الاقتصادي.. والذي يبدأ أولاً وأخيراً بتوفير وتأمين الطاقة الكهربائية الكافية لإضاءة الوطن وتشغيل المنشآت الاقتصادية الإنتاجية، فلا اقتصاد ولا انتعاش اقتصادي بدون كهرباء.
Unis2s@rocketmail.com