العقل «السليطي» هو من يتجاهل إلى أين تمضي بالضبط خرابات تحالف الحوثي وصالح كما يتجاهل، إلى أين تمضي بالضبط خرابات التحالف العربي بالمقابل..؟!.
العقل «السليطي» هو الذي ينظر إلى الأطراف المتصارعة فقط ويتجاهل معاناة الإنسان اليمني العالق بين حروبهما..!!.
وهكذا ..
فكل طرف يريد محق الآخر؛ بينما يستنزفون بعضهم باستشراس لا يلتفت إلى الخلف لحظة من أجل المراجعات والتفكير بالمآلات.
على أن كل طرف يستنزف في الحقيقة كل ما تبقّى من متاحات ورمق وممكنات الحياة التعيسة أصلاً لـ25 مليون يمني.
وكمثال بسيط: أربعة آلاف يمني عالقون في مصر بسبب الحظر، وليس هذا فقط؛ بل تم منع أي تحويلات مالية لهم، ماذا يعني هذا، ما ذنب الناس الذين تخرّبت شؤونهم ومصالحهم دون أن يأبه أحد لأوضاعهم الإنسانية..؟!.
فالحاصل في هذا السياق أن الناس صاروا يفهمون أن الحظر الجوي والبحري كعقاب لهم وليس للحوثيين الذين لا يعنيهم الأمر على الإطلاق كونهم بلا أية مسؤولية تُذكر؛ لذلك سينهار اليمنيون قبل انهيار الانقلابيين..!!.
فضلاً عن ذلك وصلت أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية الأساسية إلى أرقام قياسية تفاقم من متاعب شعب مغلوب ومقهور على كل المستويات.
لكن العقل «السليطي» هو من يعدّد انتصارات التحالف الذي يتحيز له ولا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد مختلف التفاصيل الإنسانية؛ بينما يريد من اليمنيين الذين ينهزمون في إتقان تفاصيل حياتهم اليومية كما ينبغي، الابتهاج معه بتلك الانتصارات فقط.. ويا للمفارقة..!!.
العقل «السليطي» لا يستوعب أبداً معنى أن حياة 25 مليون يمني صارت على كف عفاريت التحالفات المتصارعة؛ إذ تسقط حياة بلد منكسر بكامله ولا ترف لها جفون أصحاب العقول «السليطية» للأسف.
ولعل السؤال الذي يردّده غالبية اليمنيين اليوم جرّاء كل ما حدث ويحدث هو: وماذا بعد..؟!.
fathi_nasr@hotmail.com