ـ لليوم التاسع عشر على التوالي تواصل المملكة العربية السعودية والدول المتحالفة معها شن عدوانها البربري السافر على وطننا وشعبنا اليمني والذي يستهدف تدمير البُنى التحتية ومقدّرات اليمن العسكرية والأمنية والتنموية والاقتصادية والبشرية على حدٍّ سواء.
وقد كشفت الأيام الماضية منذ بدء العدوان الهمجي مدى الحقد الدفين تجاه الشعب اليمني من خلال حجم الدمار الشامل الذي خلّفته ضربات الطيران الحربي على مساكن المواطنين والبُنى التحتية والمنشآت الحيوية المدنية والعسكرية والقطاع الخاص، وكذا الجرائم البشعة التي ارتكبت في حق المدنيين من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والشباب الذين استهدفتهم الطائرات التي تحمل الموت القادم من أرض الحرمين الشريفيين ليلاً وهم في منازلهم نائمون ونهاراً والطلبة في مدارسهم يدرسون والعمال في مصانعهم والمزارعون في مزارعهم يعملون..!!.
ـ تسعة عشر يوماً وطائرات الموت القادم من أرض الحرمين الشريفين تحوم في سماء يمننا الحبيب فارضة حظراً جوياً وبحرياً وبرياً على شعبنا اليمني وترسل صواريخها لتدمير المساكن فوق ساكنيها والمصانع فوق رؤوس العاملين فيها، وتدمير صوامع الغلال ومخازن المواد التموينية والاستهلاكية والقاطرات التي تنقل المواد التموينية بين المحافظات ومحطات وخزانات المشتقّات النفطية وتدمير المطارات الحربية والمدنية والطائرات الرابضة فيها، وتدمير الإمكانات والقدرات العسكرية والجسور والطرقات الحيوية التي تربط بين المحافظات، ولم تسلم من العدوان حتى المستشفيات والمدارس ومخيّمات اللاجئين ومزارع الدواجن وأشجار المانجو..!!.
ـ تسعة عشر يوماً وطائرات وبوراج التحالف العربي ـ الأمريكي تواصل تدمير مقدّرات اليمن وقتل أبنائه دون تفريق بين مدني وعسكري وحوثي وإصلاحي ومؤتمري واشتراكي وناصري وبعثي وسلفي ومستقل، فجميع أبناء الشعب اليمني مستهدفون ويتعرّضون لحرب إبادة جماعية دون استثناء.
ـ رغم فداحة الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة والحصار الجائر جواً وبراً وبحراً إلا أن أبناء شعبنا اليمني العظيم يواجهون العدوان الهمجي الغاشم بصمود أسطوري وإرادة قوية لا تنكسر وعزيمة لا تلين، مؤمنين أن الله العلي القدير سينصرهم على من اعتدى عليهم ظلماً وعدواناً وسيرد كيد المعتدين إلى نحورهم، إنه على كل شيء قدير.
ـ نتمنّى من أبناء وطننا اليمني الحبيب كافة من عدن جنوباً وحتى صعدة شمالاً ومن المهرة شرقاً حتى الحديدة غرباً بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية وتوجّهاتهم الفكرية أن يتناسوا خلافاتهم وما خلّفته الصراعات والتناحرات طوال السنوات الماضية من أحقاد وضغائن، وأن يسموا فوق الجراحات ويستشعروا مدى الخطر الداهم الذي يتهدّد وطنهم وشعبهم أرضاً وإنساناً ويأخذوا العبرة مما يحدث في الصومال والعراق وسوريا وليبيا، فلا يدعوا الأحقاد والخلافات الحزبية تعمي أبصارهم وبصيرتهم عن الحق، لا يدعوا الأحقاد والضغائن تدفعهم إلى التفريط بسيادة وطنهم وشرف وعزة وإباء وكرامة شعبهم، عليهم أن يتمعّنوا جيداً في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «حب الوطن من الإيمان» ليعلموا أن الدفاع عن الوطن دفاع عن العقيدة، والتخلّي عن الوطن تخلٍّ عن العقيدة.
ـ نتمنّى أن يعود الجميع إلى جادة الصواب ويحكّموا العقل والمنطق ويغلّبوا المصلحة الوطنية العليا على ما دونها من المصالح الحزبية والشخصية والآنية الضيّقة، فيقدّموا التنازلات من أجل حقن الدماء اليمنية الزكية والحفاظ على وطنهم من الدمار وشعبهم من الهلاك وتفويت الفرصة على الأعداء لتنفيذ مخطّطهم الإجرامي الهادف إلى النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره وسيادته الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني.
ـ نتمنّى أن يحتكم الجميع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم امتثالاً لقوله تعالى: «فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين» وقوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، واذكروا نعمة الله عليكم؛ إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها؛ كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون» وقوله تعالى: «ولا تكونوا كالذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وأولئك لهم عذاب عظيم» صدق الله العظيم.