|
|
|
|
|
التحرش الجنسي سلاح اخواني جديد
بقلم/ كاتب/احمد صالح الفقيه
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 17 يوماً السبت 02 فبراير-شباط 2013 07:54 م
كانت مشاركة المرأة المصرية في مظاهرات القاهرة للتصدي للاستبداد الاخواني وظلامية تيار الاسلام السياسي في مصر مشاركة قوية وفاعلة، اسهمت فيها المرأة المصرية من جميع الشرائح الاجتماعية والمهن، استشعارا منها لما اضحت تشكله التيارات الظلامية التي ركبت الثورة وسرقتها من خطر داهم على مسيرة المرأة المصرية نحوالتحرر من التمييز والتهميش. وقد كان صوت المرأة المصرية المناضلة عاليا ومشهودا ومسموعا في جميع المنابر الاعلامية.
وقد ردت منابر الاخوان والتيار السلفي على النضال السياسي والمدني للمرأة المصرية بشراسة بالغة وبذاءة لم يسبق لها مثيل، واستغلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية في استباحة اعراض المناضلات والصاق اشنع التهم بهن بوحشية يندى لها الجبين. وقد شهدنا كيف تعرضت الناشطات اليمنيات الى هجوم مشابه، وان لم يصل حد التحرش الجنسي، الا ان الركل والصفع بل والضرب بالعصي واعقاب البنادق كان من مفرداته.
ومع استبسال المناضلات المصريات في الدفاع عن مستقبل مصر ومستقبل المرأة المصرية ضمنا، ومع تصاعد المظاهرات التي اجبرت احداها الرئيس المصري على الهروب حافيا من قصر الاتحادية، اتجهت التيارات الظلامية الى الزج بمحازبيها في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به بعد حلق شعر أذقانهم، في مجموعات من المتحرشين و المعتدين البلطجية لايقاع الاذى بالفتيات والنساء المتظاهرات في الميدان أو في الطريق اليه، بهدف ارهاب النساء للامتناع عن المشاركة في المظاهرات والفعاليات ودفع اهليهن الى منعهن من المشاركة. وقد اقتصرت هذه الظاهرة على القاهرة وحدها طبقا للتقارير الصحفية.
وقد اظهر العديد من شهاداتهن بان المجموعة المتحرشة تحيط بمجموعة الفتيات والنساء المستهدفة، وتشكل حولهن سورا على شكل حرف u بدعوى حمايتهن من التحرش، ومن ثم التحكم في اتجاه سيرهن الى اماكن محددة سلفا، حيث تضيق الحلقة وتنقسم الى مجموعة من الدوائر يحيط كل منها بواحدة، ثم يبدأ التحرش بالضرب والصفع والقبض على الاماكن الحساسة، والتجريد من المتعلقات الشخصية وصولا الى التجريد من الملابس والاغتصاب في بعض الحالات وهي قليلة. كما سجلت شهادات عن التربص والمراقبة لفعاليات مدنية معلن عنها كالندوات وورش العمل..الخ ثم مهاجمة مقرات الفعاليات والتهجم عليهن فيها بداخل المقر او وهن في الطريق اليه، اضافة الى تدمير محتويات المقر كما حدث في مكتبة الادبية بالقاهرة يوم امس الاول.
وقد أصدرت كل من " المبادرة المصرية للحقوق الشخصية - تعاونية مصريين للإعلام الشعبي - مبادرة امسك متحرش - خريطة التحرش الجنسي - نظرة للدراسات النسوية - شفت تحرش - مبادرة فؤادة ووتش - مركز النديم - مبادرة نفسي بهية يا مصر - المصري الحر - مشروع بصي - حركة ضد التحرش - إنتفاضة المرأة في العالم العربي " بيان جاء فيه أنه قد شهد ميدان التحرير يوم الجمعة الموافق ٢٥ يناير ٢٠١٣ خلال التظاهرات الحاشدة في الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الثورة المصرية جرائم مروعة في حق النساء المشاركات في التظاهرات .
وتلقت "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي " تسعة عشر بلاغاً بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب في عاهات مستديمة، وقامت المجموعة بالتدخل في خمسة عشر حالة منهم، وقامت المجموعة فيها بإخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وإيصالهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقي الخدمة الطبية اللازمة.
وأضاف البيان أن هذه الاعتداءات تشكل تصاعداً في موجات العنف ضد النساء في ميدان التحرير سواء كان من ناحية عددها أو تفاقم العنف المستخدم فيها، والذي وصل في بعض الحالات إلى استعمال الأسلحة البيضاء والأدوات الحادة ضد النساء و كل من حاولوا التدخل.
وأعربت المجموعة عن خيبة أملها من موقف القوى الثورية والأحزاب والحركات الداعية للمسيرات والفعاليات السياسية، والتي لم تقم بأداء واجبها وتحمل مسؤوليتها في تأمين الميدان ومحاولة حماية المشاركات في الثورة وتشير أغلب شهادات المعتدى عليهن والمتطوعين من حيث أسلوب الاستهداف والاعتداء وتوقيتهما وأماكن حدوثهما، إلى درجة من التنظيم والتعمد؛ تهدف في النهاية لإرهاب النساء المشاركات وإقصائهن من الفعاليات الثورية.
وأدانت المجموعة بشدة بعض التعامل الإعلامي مع القضية والذي خلا من أي التزام بآداب المهنة أو احترام لخصوصية النساء المتعرضات للعنف، حيث أصرت بعض وسائل الإعلام، وخاصة الصحف، على نشر تفاصيل شخصية عن بعض من تعرضن لاعتداءات يوم الجمعة.
وشددت "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" على رفضها الإدلاء بأية معلومات شخصية عن النساء اللاتي تعرضن للاعتداء وذلك احتراماً لحقهن في الخصوصية، وكذلك لقناعتنا أن هوية السيدة أو مكان عملها أو سكنها لا تشكل فرقاً في طرح القضية أمام الرأي العام سوى انتهاكاً لحقوق هؤلاء النساء بهدف السبق الصحفي الخال من المضمون والشبيه بتغطية الصحف الصفراء، على أن هذه التغطية جاءت من مؤسسات صحفية كبيرة سواء قومية أو مستقلة.
ونددت المجموعة كذلك بموقف المجلس القومي للمرأة، والذي قامت إحدى المحاميات العاملة فيه بنشر أخباراً مغلوطة وعارية من الصحة عن أماكن تواجد النساء المعتدى عليهن، كما قامت بتسريب معلومات شخصية عن إحدى الفتيات التي تم الاعتداء عليها دون مراعاة لظروف هذه الفتاة أو رغبتها في نشر هذه المعلومات من عدمها. |
|
|
|
|
|
|
|