لا يهم الآن وضع إحصائية أو دراسة من جامعة هارفارد الأميركية، أو حتى من جامعة الإيمان ، عن حالات النوم الطبيعي لإنسان اليمن ، وعن أهمية فنجان الحليب قبل الذهاب إلى سرير النوم ، هذا إن كان عِند أغلبنا أسِرَّه من أصله.
ما يهم الآن هو لماذا نحن متوترون جدا حتى عندما ننام؟ ولماذا تغادر الأحلام الوردية ويحضر "الرازم" بدلاً عنها؟. كتبت غير مرة عن هذه المعضلة المؤرقة التي نتوارثها جيلا بعد جيل بسبب عدم إحساسنا بالهدوء وبالاسترخاء .
على ذكر "الرازم" جمعتني غرفة نوم بسريرين أنا وزميل من جنسية مغربية قبل سنوات ، كان الليل جميلاً والصُحبة آخر انسجام.
حدثته عن أسواق "القات" و عن "الجنابي" و"البرع" و"السلته" الحارة و.. عن الديمقراطية في اليمن أيضاً.
وحدثني عن كأس العالم وعن "سبته" و"مليلة" وأحلام عبور البحر ـ عبر مضيق جبل طارق ـ إلى أسبانيا ليرقص "الفلامينكو" هُناك ويردد خطابات "الباسيونيرا" بائعة السردين.
لكل مِنا مساحة أحلامه ورغباته، وإخفاقاته معاً. ولكل مِنا ـ أيضاً ـ سرير خاص به ، بملايات ومخدات وارتفاع شبيه بالآخر"وما فيش حد أحسن من حد".
تجابرنا و"ضحكنا" وأطفأ كلانا نور غرفته، وضع كلانا رأسه على مخدته البيضاء ـ وكُلها لحظات فقط ونام صاحبي، فيما أنا بدوت مثل (الضابط المُستلم) أدوَّر النوم .. ولا رضي يجي؟!
تقلبت يجي عشرين مرة .. وأول ما بدأت أنعس وأسبل أجفاني المتعبات أقبل "الرازم" بسلامة روحه .. وهات يا أنين و"سحبلة".
للقات بعض التأثير نعم .. وللنفسيات المزحومة بالعادات والتقاليد وأقسام الشرطة، والغلاء، وفقدان معايير الوظيفة، والفساد، والقبيلة و...و.. إلخ.
كل ذلك ـ أيضاً ـ لهُ أغلب الأثر على نفسياتنا نحن أبو (يمن) كما وان حياتنا رتيبة ومملة .. ويزيد (الرازم) يغلق ما نقص!
Fekry19@gmail.com