|
|
|
|
|
سنحمي الوحدة بصدورنا العارية
بقلم/ دكتور/عادل الشجاع
نشر منذ: 10 سنوات و 11 شهراً و 25 يوماً السبت 28 ديسمبر-كانون الأول 2013 10:32 ص
هذا العنوان ليس من اختراعي، إنه من مآثر الثوار الذين قطعوا شوارع العاصمة صنعاء وبقية عواصم المدن الأخرى.
لم يتوقف الأمر عند هذا الشعار بل تجاوزه إلى شعارات أخرى من مثل “الإصلاح والحوثيون أخوة” و”علي محسن حامي الثورة” و”القبيلة تركت الثأر والتحمت بالخيمة”.
ولست بحاجة للقول إننا منذ العام 2011م ونحن نودع عاماً ونستقبل عاماً آخر والآمن هو الغائب الأكبر، والابتسامة فارقت شفاهنا، قيل لنا إن علي عبدالله صالح هو سبب الفساد وسبب الفقر وسبب الثأر وسبب الحرب في صعدة وسبب تنظيم القاعدة إذا رحل سيرتفع مرتب الجندي وسيتحول الجيش من جيش عائلي إلى جيش وطني وسيترك القبيلي سلاحه لأنه أخذ دوره في المدنية داخل الخيمة، رحل علي عبدالله صالح ورحلت معه الكثير....
تبخرت كل تلك الشعارات تحت اسم حماة الثورة وأصحاب الدولة المدنية.. لم نعرف منذ 2011م سوى الفوضى والتخبط والموت والدمار وأزيز الرصاص والاغتيالات صارت عنواناً للثروة . اليمن تحترق بنيران أبنائها، ولا شيء في الأفق يشير إلى حل ممكن .المصالحة أصبحت مستحيلة بين القوى السياسية المتصارعة في ظل لغة الدم والإجرام التي تتجدد كل يوم. أضحت اليمن تنوء بثقل الفاسدين وما أكثرهم وأصبحت أرضها الواحدة مرشحة لأن تكون أقاليم تبتعد عن بعضها بعضا، وشعبها منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وحال المجرمين لم يتبدل في الشمال تتحرك الطائفية وفي الجنوب تتحرك المناطقية ومعهما تتحرك الغرائز والعصبيات.. منذ 2011م لم تعرف اليمن الاستقرار ولم ترس على بر.
لم يعد اليمن سعيداً كما كان وهو في طريقه لأن يخسر شماله وجنوبه وشرقه وغربه الوحدة توزع دمها بين رجال القبائل وأمناء عموم الأحزاب وأنصار الله والحراكيين وبعض الدول الإقليمية والدولية.. ضاعت هويتها ما بين سلفية وحوثية وإخوانية وحراكية وقبلية .أصبحت وجهاً لوجه أمام التطرف والجاهلية. أما مؤتمر الحوار الوطني، فما زال واقعاً تحت تأثير الصراعات المحلية والدولية، ويتجاذبه الكبار ويتلاعبون بمخرجاته. وبالمثل القوى السياسية فقد كشفت عن وجهها المتعصب وأعماها عجز قادتها عن الحقائق، فصارت سياساتها خبط عشواء وشرها يملأ البلاد بطولها وعرضها.
لقد خلقت لنا أزمة العام 2011 ثلاث معضلات رئيسية:
الأولى تمثلت في تشكيل حكومة الوفاق، الأمر الذي جعل القوى السياسية تصطرع حتى الآن على السلطة والثروة، المعضلة الثانية هي تمزيق الإجماع اليمني بإغراء بعض القوى بالمكاسب والوعود وفق حسابات غير وطنية، المعضلة الثالثة هي استدراج المؤتمر الشعبي العام لإضعافه، والسماح للإخوان المسلمين بتصفية حساباتهم مع القوى المضادة لهم، فنشأت بيئة سياسية وأمنية مضطربة جداً.
وكان نتيجة هذه المعضلات الثلاث الآتي:
1ـ فشل الحكومة في المحافظة على وحدة اليمن.
2ـ عجز الحكومة ببسط الأمن في اليمن وبدعم العملية السياسية الديمقراطية.
3ـ لم تسع الحكومة إلى تفكيك المليشيات المسلحة، بل دمجتها في المؤسسة الأمنية والدفاعية، حيث تغلغلت القاعدة ضمن هذه المليشيات داخل الجيش والأمن، مما جعل الكثير من الضباط أهدافاً سهلة لتنظيم القاعدة.
وها هي النتيجة بعدما يقرب من عامين من تشكيل الحكومة ما زالت اليمن في حاجة للأمن والاستقرار، والخدمات الأساسية الحيوية، إضافة إلى حاجتها إلى تسوية حقيقية للصراعات السياسية ومعالجة المشكلة الطائفية والمناطقية وها نحن نودع العام 2013م وأمامنا وثيقة تهدد الكيان اليمني الطبيعي وتعمل على تمزيق الجغرافيا إلى دويلات ومعالجة الظلم بظلم أفدح منه. كما أن الوثيقة تصادر القوة الذاتية لليمن على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية في مواجهة المصادر التي تتهدد الوطن في الداخل والخارج.
لقد برزت المخاوف التي كانت تحذر من أن تصاغ مخرجات مؤتمر الحوار خارج قاعاته وهذا ما كان، حيث جاءت الوثيقة مترجمة بلغة عربية مهزوزة ولست أدري أي عاقل سينتصر لوثيقة تدعو إلى تمزيق البلاد وتفتيتها وتحرض على الكراهية وتلغي الهوية الوطنية وتؤسس لهويات متعددة.
والسؤال: هل ما زال أصحاب الصدور العارية عند كلمتهم في الدفاع عن الوحدة؟!
|
|
|
|
|
|
|
|