اليمن بلد يقطنه ثمانية وعشرون مليون نسمة ثلاثة أرباعهم من فئة الشباب هؤلاء الشباب لم يجدوا عشرين مليون معول أو قلما أو كتابا ، لم يجدوا مصانع ولامزارع تستوعبهم وتستثمر طاقاتهم ، بل وجدوا ستين مليون قطعة سلاح وجماعات تفتح لهم الباب للتخلص من وباء الفراغ عبر طاعون العنف والتطرف والتسلح والتعصب.
الخطأ لا يكمن فقط من الداخل وفشل الحكومات المتعاقبة في استثمار قدرات الشباب وقطع الطريق على الجماعات المسلحة وإنما أيضا في الخارج الذي بدلا من أن يسعى إلى فتح اسواقه أمام اليمن ومساعدتها على النهوض الزراعي والسياحي والسمكي ودعمها بالمشاريع التنموية والاستثمارية والسياحية وتعزيز الأمن ومعاونتها في مشاريع الطاقة لتتمكن من توظيف شبابها واسثتمار طاقتهم بما يخدم اليمن والمنطقة والعالم.
غلبوا وساوس السياسة على حقائق الواقع ، واستغرقوا في نظريات المؤامرة والصراعات الاقليمية بدلا من أن
يساعدوا اليمن على بناء الإنسان والنهوض به واكتفوا بالتعامل مع اليمن على انه قعيد وعاجز لا يمكن أن ينهض ولايملك أمره فلا مانع من منحه بعض الهبات والمساعدات المؤقتة.
العجيب والغريب والمدهش معا أن ما انفقناه في الداخل على الصراعات والمؤتمرات واللجان والمحاصصات والفلتانات وآثار الفوضى الخلاقة أضعاف مضاعفة مما يحتاجه اليمن للنهوض الاقتصادي ولتوظيف الشباب ولتطوير منظومة التعليم ولتعزيز قوة الدولة مثلما يمكن القول أن ما ينفقه الخارج من مال ووقت وجهد وقلق وسيناريوهات وصراع وتمويل حلفاء ورسم خارطات يمثل أضعافا مما يمكن أن ينفقه على المساعدة في نهوض اليمن وتعزيز وجوده المستقر والمزدهر في المنطقة.
العجيب أن الدول الكبرى والإقليمية والمؤثرة عندما يتعلق الأمر بوضع اليمن الاقتصادي وتدهوره وانهياره وبطالة ملايين الشباب اليمنيين يقولون هذا شأن داخلي لليمن ولانريد أن نتدخل فيه وحين يمس الأمر صراعاتهم الإقليمية ومصالحهم الدولية فلا مانع من تحويل اليمن إلى ملعب حتى لو كانت نتيجة المباريات دمار اليمن واشتعال المنطقة.
والسؤال للخارج: ألا يمكن أن تتعاونوا على إنقاذ اليمن بدلا من إغراقها ؟
حروب اليمن تشعلها أموال الأغنياء من خارج اليمن ويذهب فيها أولاد الفقراء في داخل اليمن .
وتبقى المسؤولية التاريخية على الأطراف الداخلية : كيف نريد أن يقف اليمن على قدميه ونحن ندفع به نحو السقوط المدوي في اشد لحظاته الحرجة.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.
"الثورة"