في مثل هذه الأيام ترتفع الأصوات العالية الصاخبة ضمن مفارقة سيكولوجية تتناسب مع واقع الحال في المجتمع، بل إن الأصوات الناعقة بطيوف ألوانها تبدو موحدة عند تخوم التدمير المنهجي للعقول، والتخريب النفسي للقلوب والأفئدة. يتمترس هذا النفر من الناعقين عند تخوم الكر والفر، ويستعيدون أسوأ تجليات التاريخ والجغرافيا القبلية العشائرية، فيما يتماهون سلباً مع الفوضى الماثلة.
في مثل هذه الحالة تتشابه مليشيات الرفض للدولة والمؤسسة، بغض النظر عن شعاراتهم، وتعدد ألوانهم الظاهرة ، فكل هؤلاء الغلاة يجمعهم البؤس وفقدان الحيلة والفتيلة، فيتبارون على درب الخراب الكبير، ويتجرأون على قوانين التاريخ والجغرافيا، ويذهبون بعيداً في استمراء الهرف المجاني بما يعلمون وما لا يعلمون ، وهم بهذه الأفعال لا يختلفون عن أمراء الحرب القابعين وراء متارس الفوضى والجنون.
من أراد أن يعرف هذا الحال السقيم عليه أن يتجول في بورصة الفضائيات العربية التي تزكمنا ليل نهار ، وتتبارى في عروضها الأكروباتية.. نابشة في أكثر الأذهان بلادة ، وأرفع الأصوات صراخاً، وأقل العقول وعياً.
Omaraziz105@gmail.com