بالرغم من الصعوبات والتحديات البالغة سجل الرشد اليمني لحظة تاريخية فارقة ، فتتويج مؤتمر الحوار الوطني يقدم الخيار الأفضل والأمثل، رغماً عن النواقص والعقبات ، ذلك أن الأصل في المعادلة اليمنية الأكثر حكمة في زمن الربيع العربي يكمن في شجاعة التوافق والتنازلات المتبادلة ، وهو أمر مازال مفتوحاً على مزيد من توافق التوافق ، والتنازلات المؤلمة، رغماً عن تجار الحروب ومشعلي الفتن .
لا طريق أمامنا سوى خيار العقل والحكمة ، ولا وسيلة وفاء رفيعة لشهدائنا الأبرار سوى السير على درب المستقبل المغاير لسيئات الماضي والقريب والبعيد ، ولا شجاعة أدبية مقرونة بمصداقية الاعتراف سوى الأقرار بأننا جميعا مشاركون في الحسنات والسيئات . لقد أنقذت هذه الثقافة أمما عظيمة ، وأوضحت معنى الانتماء للمصلحة العليا ، ومناجزة ثقافة الحروب الدائمة المستطيرة . رأينا ذلك في عموم شرق أوروبا وروسيا الكبيرة ، كما نراها رؤيا العيان في عديد من بلدان الحكمة والترقي القابضة على تميمة التعايش والتواشج، على قاعدة التنوع والاجتهادات المتباينة.
الشعب اليمني يستحق فرصة سانحة لتجربة نظام اتحادي لا مركزي يتذوق الناس من خلاله طعم المشاركة والنمو والمحبة.. شعبنا يستحق نظاماً يفتح الباب للأفضليأت التنموية، ويؤمّن لكل فرد حق الغذاء والدواء والكساء والتعليم والسكن، ويطلق العنان لتنمية أفقية تشمل عموم أقاليم البلاد، وليس ذلك مستبعداً ولا مستحيلاً، قياساً بالخيرات الواعدة ، واستناداً إلى تجربة الأيام والأشهر الأكثر صعوبة .
على المتشائمين النظر إلى أن البلد مازال حاضراً في مشهد القابلية العظيمة للتشافي والتعافي ، وأن ينظروا للمعنى العميق وراء تداعي النخب السياسية والاجتماعية للقبول بعقد جديد يضعنا أمام خارطة طريق للتنمية والتطوير.
ما يجري يدل دلالة قاطعة على أننا منتصرون جميعاً، حتى وإن اختلفنا في سيناريو الفعل .
قال تعالى : «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ».
Omaraziz105@gmail.com