■ كفت نشرات الأخبار المسائية في القنوات الوطنية عن برقيات التعازي، ومشاهد طوابير النعوش الخارجة من مسجد العرضي إلى مقبرة الشهداء.
■ وصارت تنقل بطولات الجيش في أبين .. وشبوة والبيضاء، تحكي عن الضربات الموجعة، والهروب الكبير للإرهاب الدخيل الذي ساقته أحلامه وأقداره إلى المصير الميؤوس والخسران المبين.
■ ولا ندري - حتى الآن- من غرر بهؤلاء السفاحين وضحك عليهم، ليأتوا للجهاد في جبال اليمن.
■ الذي نعرفه أن المجاهدين توجهوا إلى أفغانستان لمقاتلة الروس الملحدين الذين غزوا بلاد مسلمة وبدعم أميركي – وتحفيز إقليمي - والقصة تطول.
■ ثم حدث أن أنقلبت القاعدة على أميركا وجرى ما جرى وهذه قصة أخرى، سجلت عنها الأقلام وكتبت فيها التقارير والروايات.
■ أي جهاد هذا؟ بقتل الأبرياء في بلد الإسلام والسلام يمن المحبة والحكمة والإيمان.
■ إلى قريب كان الكتاب والصحفيون يتحاشون كلمة (الإرهاب) يجدونها ثقيلة وغريبة يترددون في استخدامها ويبحثون لها عن مرادف مرغوب.
■ الآن بلا تردد أخذت – الكلمة- معناها ولبست ثوبها وكشرت أنيابها وطغى نفورها وصارت ممقوته مرفوضة على لسان الجميع.
■ هل رأيتم ذلك الإرهابي السفاح والجبان الذي فجر قنبلته على النساء في مستشفى العرضي؟
■ لا هيئته ولا شكله لا خطوته ولا ظله يوحي بأنه يمني هذا كائن بغيض قذفته حماقته وساقه حقده إلى مصيره المحتوم.
■ لأنه حتى الخصومة والقتل في الإسلام لهما شرف وأخلاق فأين هؤلاء من هذا الشرف الإنساني الرفيع.
■ تنبهوا قادة البلاد، وخير ما فعلوا أن الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وعليهم أن يواصلوا مسيرتهم الشجاعة لاجتثاث الإرهاب الدخيل، ثم التفرغ للمخربين، وخاطفي الأجانب والعملاء وقطاع الطرق
■ كاد الوطن.. والمواطن.. أن يفقد ثقته في حماة الوطن، وهو يراهم يتساقطون في ثكناتهم ومواقعهم وساحات العروض يتعرضون لهجمات غادرة في أنحاء البلاد.
■ تحتاج اليمن إلى قادة من طراز وطني رفيع يخوضون الحروب التي تستحق أن تخاض؟ يعيدون للوطن هيبته.. واستقراره.. ومكانته المطمورة.
■ في هذه الأيام بالذات، حيث نقف على مشارف مرحلة فاصلة، لا تقبل التراجع، أو التردد ولا تخضع للمساومة والابتزاز.
■ وعند التحديات الخطيرة، والمحطات الكبيرة تظهر معادن القادة، بشجاعة قراراتها ونبل تصرفاتها.. وحسن اختياراتها.
■ إن للإرهاب وجوه وأسماء وعناوين وطوابير، ورسائل، ووسائل ولذلك فالمواجهة المسلحة وحدها لا تكفي ولابد من ابتكار طرق وأساليب للقضاء على هذه الآفة المدمرة.
■ ولا بأس أن تفتح للحوار قنوات تواصل مع الشباب المغرر بهم، الذين لم يتورطوا في قتل الأبرياء وترويع الوطن والمواطن.
■ وللموضوع سؤال مشروع، إلى متى تظل أوسمة الشجاعة، وأنواط الواجب ورتب البطولة – مُخزّنة – في دهاليز مظلمة يلتهمها الصدأ والنسيان.
■ يا أصحاب القرار، الآن، وليس غدا هناك من أصحاب الصدور الشامخة من يستحقون عن جدارة أوسمة الواجب والبطولة.
■ امنحوهم شرف ما يستحقون وامنحونا لحظات الحفاوة والإعجاب بهؤلاء الأبطال، إن مصائب الأمم ونكساتها تكبر حين يكون لها أبطال لكنهم لا يكرمون ولا يذكرهم أحد.