لم يعد أمام غزة والمقاومة الفلسطينية فيها سوى الثبات والصمود، والاستماتة أو فرض لوقف إطلاق النار وفقاً لمطالب المقاومة وفصائلها في غزة خاصة «الجهاد، وحماس» لأنه لم يعد هناك من يستطيع في العالم إيقاف المجازر التي ترتكبها الآلة العسكرية للعصابات الصهيونية التي تُرتكب يومياً دون أي استنكار عربي إسلامي دولي فالعرب والمسلمون وأقصد النظم الرسمية بصورة عامة إلا ما ندر لم يرتفع لهم صوت أو أي احتجاج على المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.. فقط هي الشعوب في العالم التي تعبّر عن استيائها واحتجاجها ضد العصابات الصهيونية وما ترتكبه من حرب إبادة لشعب غزة الذي يتعرّض شيوخه، ونساؤه، وأطفاله للقصف اليومي من البر والبحر والجو، حيث وصل عدد الشهداء من الشيوخ والأطفال والنساء والشباب المدنيين العزل من السلاح إلى أكثر من 1900 شهيد في اليوم السابع والعشرين وإلى أكثر من 9800 جريح ومصاب، دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكناً ممثلاً بالأمم المتحد، والإدارة الأمريكية التي تدعي بأنها حامية حمى حقوق الإنسان، ونصيرة الثورات وحركات التحرر في العالم.. بل لقد انحاز هذا المجتمع الدولي للعصابات الصهيونية، فالإدارة الأمريكية تبرر للصهاينة مجازرهم وتقول إنه دفاع عن النفس أما بان كي مون، أمين عام هيئة الأمم المتحدة بدلاً من أن يدعو إسرائيل لوقف مجازرها ضد الفلسطينيين يطالبهم بإعادة الجندي الذي أُسر في الحرب دون أي شروط ويتجاهل الآلاف من الفلسطينيين من يقبعون أسرى في السجون الصهيونية ولم نجده يوماً ما ينادي ويطالب الصهاينة بإطلاق الأسرى الفلسطينيين بينما حرّك مشاعره جندي إسرائيلي أسير أُسر في أرض المعركة وهو يقتل الفلسطينيين يومياً ياللغرابة على مواقف راعية النظام الدولي والمنظمة الدولية!! يتباكون وينحازون إلى الغاصب والقاتل والجزار، ويدينون الضحية «الشعب الفلسطيني».
“ لكِ الله يا غزة” ولن يخذلك أو يخيّبك فوعده بالنصر لا يتحقق بدون ثمن، ودائماً ثمن النصر يكون الدم، الشهداء، الجرحى التخريب، التدمير وكل هذا لم يبخل غزة وشعب ومقاومة المئات من الجرحى، والمصابين فغزة تجود بكل شيء من أجل النصر ولا شك أن الله ناصرهم، فلم يعد لهم سوى الله سبحانه القادر على كل شيء وليس نصر غزة فقط ومن يضحي ينتصر في النهاية.
“ غزة” تنتصر كل يوم و تسير نحو النصر النهائي وترفض أن تقف الحرب إلا بشروط المقاومة، الشروط التي هي حق للشعب الفلسطيني وليست هدية، أو كرماً ستقدم للشعب الفلسطيني، فإيقاف الحرب وسحب القوات الصهيونية حق من حقوقهم، أي من حق شعب فلسطين في غزة وفك الحصار القائم منذ سنوات تقارب الثمان سنوات حق من حقوقهم وفتح المعابر حق من حقوقهم وإعادة إعمار غزة حق، ومحاسبة الصهاينة من قبل المنظمات والهيئات الدولية المختصة كمجرمي حرب حق من حقوق الفلسطينيين وإطلاق الأسرى حق من حقوقهم والتفاوض حول الحل النهائي حق وكل هذه الحقوق وغيرها تؤكدها، وتقرّها القرارات الدولية والتاريخ والتراث، والآثار، وكل شيء في فلسطين يصرخ أن فلسطين عربية إسلامية، فإلى متى يظل العالم وخاصة في بلاد العرب والمسلمين يتجاهلون هذه الحقوق، ويتجاوزونها وهي أس وأساس القضية التي يموت اليوم فلسطينيو غزة من أجلها ويشاركهم في ذلك أبناء فلسطين في الضفة وفي أراضي«1948» وأراضي “1967”؟ وسوف يظل أبناء فلسطين على ذلك رغم ما تقوم به الآلة العسكرية للعصابات الصهيونية من قتل وتدمير ضدهم فهم يعتبرون هذا هو قدرهم ومسئوليتهم وواجبهم أمام الله وسيسيرون في هذا الطريق معتمدين على الله وهم يعلمون تماماً أنه ليس لهم سوى الله بعد التجربة التي عاشوها منذ 1948م وحتى اليوم، فالعالم قد تخلّى عنهم ماعدا بضع دول عربية إسلامية ولاتينية وثقتهم بالله صارت الأمل والوعد بأن نصرهم آتٍ لا محالة.
وإذا كان الله سبحانه قد نصرهم في حرب 2008م ـ 2009م فلن يخذلهم اليوم وسوف ينتصرون، لأن المؤشرات اليومية في الحرب الحالية تؤكد أنهم ينتصرون كل يوم بدليل الهستيريا التي أصابت جيش العصابات الصهيونية وسلوك العسكرية الصهيونية إلى أساليب وطرق إجرامية باستهداف المدنيين والتخريب والتدمير ولأنها عجزت عن الوصول إلى المقاومة التي تطاردهم كالأشباح أو الخيال وحسب مصادرعسكرية صهيونية أن عناصر المقاومة تحاربهم بطرق وأساليب لم يكونوا يتوقعونها أو يتصورونها فهم يجدون مقاومة وضربات قاسية وقاصمة دون أن يجدوا مقاومين فيصبون جام غضبهم على المدنيين وعلى العمران والاقتصادات والمنشآت وحتى الشجر والحجر، إنه الجنون والهستيريا الصهيونية التي قبلت بالتهدئة الأخيرة لإنقاذ نفسها وإعادة ترتيب أوضاعها وتموضعها خارج قطاع غزة على الحدود علها تجد المقاومة وقد استرخت إلا أن المقاومة صاحية لها.
إن التهدئات والمفاوضات في القاهرة لن تصمد ولن تنجح لأن الصهاينة لا يريدون إنهاء الحرب إلا بشروطهم بعد أن فشلوا في تحقيق ما يريدوه بالحرب، أما الفلسطينيون فهم متمسكون بشروطهم بل بمطالبهم الحقوقية، نعم إنها مطالب حقوقية وليست كرماً أو هبة أو استجداءً فمطالب المقاومة كلها حقوق وعليه لن يقبلوا إلا بها، أو الحرب وكل شعب فلسطين معهم ولن يخذلهم والله من فوق الجميع محيط.