|
|
|
|
|
الدستور الجديد سيقودنا إلى المستقبل
بقلم/ كاتب/عبدالواحد ثابت
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 27 يوماً الجمعة 29 أغسطس-آب 2014 07:40 ص
كلّنا يعلم ما تمرُّ به بلادنا من منعطف خطير قد يهدّد وجودها وكيانها كدولة وشعب، هذا المنعطف يتمثّل في ما تمثّله بعض المليشيات والجماعات والأحزاب المسلّحة والتي تقف حائلة ومانعة للعبور من هذا المنعطف بسلام وأمان، لأن البلد لو تجاوز ما يمر به من مخاطر سيكون ذلك قضاءً على مصالحهم ومصالح أسيادهم الذين يموّلونهم بالمال والسلاح، لأنهم يريدون مقابل هذا التمويل خراب اليمن وضياعها وإدخالها في حروب أهلية ومناطقية وقبلية، ومن الطبيعي أن لا تكون هناك تنمية ولا بناء في ظل هذه الأوضاع المضطربة وغير المستقرة وهذا ماهو ملموس وشاهد ومثل هذا الوضع المأساوي الذي توقفت فيه حركة البناء والتنمية قد جعل أعداء الله وأعداء هذا الوطن المذبوح يزمجرون ويرفعون أصواتهم ويسخّرون أبواقهم الإعلامية المختلفة بأن الحكومة لم تستطع فعل شيء لهذا الشعب لكن الجواب هنا هو كيف للرئيس عبدربه منصور هادي والذي استلم البلاد بخزينة خاوية وجيش منقسم بين شيخ وزعيم وقبيلة ومنطقة، استلم البلاد في ظل عاصمة مقسّمة إلى قسمين بين قوى هي في الأساس من أوصلت البلد إلى هذا المنحنى والمنزلق الخطير، نتساءل أيضاً: كيف للرئيس القدرة أن يعمل والكثير من هم في الدولة ومن يسيّرون الكثير من مؤسساتها وسياساتها هم ممن يعملون لحساب أجندات أخرى فقدت مصالحها وهي تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتعطيل كل فعل تنموي أو اقتصادي تستفيد منه البلاد والعباد، لأنهم بهذه الأعمال الخبيثة والشيطانية يريدون أن يصلوا إلى إفشال الرئيس ومن معه في تحقيقه أي فعل إيجابي يخدم البلد، كيف للرئيس عبدربه منصور أن يعمل في ظل التخريب الممنهج والمدروس تارة بضرب أنبوب النفط وأخرى أبراج الكهرباء مروراً بالاغتيالات والاختطافات ومن العيب أن نوجّه اللوم للرئيس وهو يواجه قوى متنفذة وفاعلة في الواقع وهي تملك المال والسلاح والقبيلة؟، وهذا الثلاثي هو من تستقوي به تلك القوى، لذا أقول: إن الرئيس يمتلك الإرادة والنية الصادقة لخدمة البلاد وإخراجها مما هي فيه وهو صادق فيما يقوله في خطاباته، لكن هناك قوى الممانعة أقوى، لذا أقول: إن إقرار الدستور وبالسرعة الممكنة هو الضمان والتسوية للخروج بالبلاد مما تعاني منه اليوم، وفي اعتقادي أن مخرجات الحوار الوطني التي أجمع عليها كل الشعب هي المنطلق الأساس لصياغة الدستور الجديد وليس هناك ما يعيق الإسراع في إخراجه حتى يتسنّى الاستفتاء عليه من قبل الشعب، أعتقد أن ما جاء به مؤتمر الحوار يجب أن يكون الأساس لمواد الدستور وليس هناك من جديد، ومن يتابع الأمور سيجد أن هناك قوى تريد بذلك تعطيلها والعودة إلى سابق المركزية الشديدة التي أصبحت في زمن كان، فهذه القوى لا تريد الأقاليم لأنها تحلم عندما تعود إى السلطة ستكون مصالحها قد فُقدت والتي من خلالها كانوا ينهبون البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، لكن هيهات، فالشعب قد أدرك مصالحه وعرف طريقه وأصبح يرى في مخرجات الحوار السبيل الأمثل إلى الخروج من هذا النفق المظلم، وهنا نتوجّه بالرجاء إلى اللجنة المكلّفة بصياغة الدستور الإسراع قدر المستطاع إلى إخراج الدستور وإنزاله إلى الشعب فهو الفيصل والحكم لكل معاناتنا ومشاكلنا وعلى أعضاء اللجنة الدستورية أن يدركوا أن كل الشعب اليمني بدون استثناء متوجهون بأنظارهم إلى أعمال اللجنة، لأن صياغة الدستور وجعله منحازاً إلى أماني الشعب وتطلّعاته هي من أرقى الأعمال الوطنية وعلى بركة الله.
|
|
|
|
|
|
|
|