المتتبع لما يدور ويجري في عالمنا العربي والإسلامي سيصاب بالإحباط والدوار لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والأمنية، فما من بلد عربي أو إسلامي إلا وفيه مشكلة بل مشكلات وفي مقدمتها المشكلات الأمنية؛ والتي كانت سبباً في تدهور الأوضاع الأخرى وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية التي ضاعفت من المعانات المعيشية والحياتية للشعوب، هذه الأوضاع غير السوية في بلداننا العربية والإسلامية قد عملت على إيجاد حاضنة للإرهابيين الذين تحولوا بأفعالهم الإجرامية ضد شعوبهم بالدرجة الأولى، مما جعل كل دول العالم تعيش حالة من الاستنفار القصوى لمواجهة كل الأعمال الإرهابية التي قد تأتيهم من هنا أو هناك ومن المؤسف جداً أن هؤلاء الشرذمة من الإرهابيين قد أساءوا كثيراً للإسلام والمسلمين، بالرغم من براءة ديننا الحنيف وأتباعه من كل تلك الأعمال المنافية لديننا وقيمنا وأخلاقنا؛ لأن الإسلام دين محبة وتسامح وتعاون وحب الآخرين، وقرآننا الكريم وحديث رسولنا العظيم يؤكد ذلك حتى إن المسلمين الذين يعيشون في البلدان غير الإسلامية يعشون أذلاء مهانين من أفعال تلك العصابات التي تنتمي مجازاً للإسلام، والإسلام منها براء.
فتلك الشعوب التي يعيشون فيها إما بجهل أو دون جهل تلك العصابات الإرهابية يعممون تلك الأفعال على كل المسلمين؛ فهناك جماعات ترفع شعارات فارغة وخالية من المضمون بادعائها محاربة الاستعمار والكفار الذين ينهبون خيرات المسلمين، لكن لم نلمس شيئاً في واقع أو مضمون مثل هذا الشعار والذي لا يهدف إلا إلى دغدغة مشاعر البسطاء من المسلمين، بينما الحقيقة غير ذلك تماماً، فما نشاهده في باكستان وأفغانستان وسوريا وليبيا والعراق من حروب وتدمير من قبل عصابات الإرهاب لم تتضرر منها إلا تلك الشعوب، وهي أضرار اقتصادية واجتماعية وتدمير للبنى التحتية والتي بنيت من عرق ودماء تلك الشعوب، فالدين الإسلامي فيه من النقاء والصفاء ما يجعل من تلك الأعمال تتعارض تماماً معه ومع رسالته السمحاء، لذا نقول لهؤلاء الغاوين: عودوا إلى رشدكم، وحكموا عقولكم وابتعدوا عن مثل هذا الجنون والتعصب الأعمى الذي يذهب ضحيته مئات الآلاف من البشر الأبرياء حتى ولو كانوا من غير المسلمين، واجعلوا من سلوك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والهداية إلى سواء السبيل.
إن الإسلام هو المظلة للأمن والأمان، فلماذا لا نستظل جميعاً بهذه المظلة الربانية لنعيش كما أراد لنا الله أن نعيش في محبة ووئام وسلام، وعلى أولئك الذين يسيئون إلى الإسلام بتلك الأفعال الشيطانية أن يدركوا حقيقة الإسلام وهو دين السلم والسلام، علينا أن نكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وأن أي فعل يؤذي الناس الأبرياء سواء بالقتل أو تفجير سيارة أو اختطاف أو قطع طريق أو عرقلة مصالح الناس ليس من ديننا في شيء مهما كانت الدعوات إلى ذلك فهي باطلة، اللهم وفقنا إلى ما فيه خيرنا وخير ديننا.