نريد إفشاء السلام عليكم وإطفاء الظلام عليكم.
فوائد انقطاع الكهرباء في اليمن لا تعد ولاتلصى منها مثلا في حالة الحروب أن الشعب يستيقظ على النتائج دون أن يشاهد أو يتابع تفاصيل المعارك ولو سمح لك الحظ وكان لديك شوية بترول في ماطور لقرأت خبرا عاجلا عن سقوط جزء من صنعاء وأنت ساكن في صنعاء ويبدو لك الخبر وكأنك ساكن في جزر القمر.
الأمر الآخر أن الظلام يشجع على التعددية فتجد الماطور والاتريك الصيني والشمعة وإضاءة التلفون وينفذ الضوء من كل هؤلاء وتبقى أنت وضوء القمر ولعل هذه التعددية أرحم من التعددية السياسية والحزبية والأيدلوجية في بلادنا فهي لا تفني بعضها البعض فحسب بل تطحن في الشعب وتعكر صفوه وأمنه واستقراره وتهدد ترابطه الاجتماعي.
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن سكان صنعاء أتقدم بخطاب شكر إلى أصحاب الأعراس لولاهم ما عشنا جو الحرب
لا صوت يعلو على طبول الحرب إلا قوارح الأعراس.
لم نعد ننزعج إطلاقا من قوارح الأعراس بالعكس صارت بهجة وونس يعني لو يبطلوا قوارح ما بنعرف ننام
شيء واحد نفسي أعرفه وهو الذين يتزوجون هذه الأيام كيف يقضون شهر العسل ؟!
أقصد من فين بيجي العسل وسط هذا الواقع المجنون الأعمي الذي نعيشه ؟
وكيف يذاكر العريس ويكتب الواجب وسط هذا الظلام الطامس ؟
تذكروا أن المواطن اليمني يمتلك قرون استشعار ويستطيع أن يعمل في الظلام مالايعمله غيره في عالم الأضواء.
ظلمات الكهرباء أيا كانت تظل أهون مليون مرة أمام ظلمات الظلم ، ظلم الإنسان لأخيه الإنسان
واستباحة الدماء ، وإثارة الفتنة العمياء.
نستطيع أن نتغلب وأن نواجه انقطاع الكهرباء أيا كانت مرارته وما يقف وراءه ولكن كيف نتخلص من طيور الظلام التي أفسدت أهم شيء في حياتنا " السلام ".
كيف نعيش معا تحت سقف سماء واحدة وفوق تراب أرض واحدة في بلد لا تجف فيه الدماء ؟
كيف نعالج تاريخ العقد والحساسيات وتصفية الحسابات ؟!!
إن من يزرع الشوك لا يمكن أن يحصد العنب فاتقوا الله في اليمن وفي اليمنيين وكفى دماء.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين .