رغم الحساسية البالغة لمضيق باب المندب إقليميا ودوليا وما يمثله لجميع دول المنطقة إلا أن الخطر الحقيقي الإجمالي يأتي من مضيق باب اليمن فاليمن في ضيق لايعلم به إلا الله ويبدو معزولا أمام نرجسية القوى الدولية والإقليمية التي لا تفكر إلا بمصالحها ولو حتى على حساب أمن هذا البلد واستقراره.
المخاوف الإقليمية والدولية إزاء باب المندب وصلت إلى ذروتها مع دخول الحوثيين مدينة الحديدة وسيطرتهم على الميناء والمطار ولا تكمن خطورة مثل هذا التطور في قطع مضيق باب المندب أو دخوله تحت الانتداب الإيراني فهو ممر دولي ومحمي بقوات دولية والعبث به قد يتحول إلى فخ واستدراج لحرب دولية وإقليمية ضد من يفعل أو يشجع على ذلك ، وبالتالي لايمكن إغلاقه.
الخطورة الحقيقية في استدعاء الكثير من التدخلات الخارجية خصوصا في وقت حساس كهذا الذي تعيشه المنطقة التي تتقاطع فيها الصراعات الدولية والإقليمية لتلعب بجميع الأوراق والزوارق والمضائق والمصائب بمعنى أن الرسالة التي ستصل للعالم أن اليمن غير قادر على حماية مدنه ولا موانئه وبالتالي فكل يسعى إلى التقاط الصورة في اليمن من الزاوية الضيقه التي تخصه ويتناسى الجميع أن اليمن بحاجة إلى أن ينظروا له بشكل كامل بعيدا فمساعدة المجتمع الدولي لليمن في حل مشاكله وتعزيز قوة جيشه واستعادة دوره القوي المسيطر داخليا والمتفاعل خارجيا هو الطريق الأمثل والأنفع لعدم إدخال المنطقة في بؤرة توتر جديدة وهي مازالت غارقة في الرمال المتحركة للوضع السوري والعراقي والليبي والصومالي.
لاتتعاملوا مع اليمن كجزء وتعاملوا معه ككل ، لاتتركوه كما تركتم سوريا حتى تتداعى عليه الحروب والاسلحة والجماعات من شتى أصقاع الأرض ، لا تهملوا اليمن كما حدث مع ليبيا فيتحول إلى فريسة للفوضى المسلحة.
ان يترك اليمن بما يمثله من موقع استراتيجي "سداح مداح" عرضة لعواصف التجاذبات والمصالح الإقليمية والدولية فتلك الكارثة بعينها فالحل الأمثل هو تعزيز سيطرة الدولة في اليمن.
باب المندب هو حلقة من حلقات كثيرة ضمن تجاويف باب اليمن إذا سقط باب اليمن ستسقط كل الابواب والنوافذ الداخلية والخارجية ، لا قلق من باب المندب القلق كل القلق من سقوط الباب الكبير باب اليمن .
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين