نظر الدكتور للمريض الذي يبدو مثقلا بأمراض لاحصر لها وقال له بلهجة يائسة : صحتك مثل الوضع الأمني في اليمن لايوجد أي أمل في تحسنه.
الأطباء الذين يعالجون اليمن لايجب بأي حال أن يزرعوا اليأس ويسلموا بأن الفلتان الأمني أصبح واقعا لامفر منه وبالتالي فالوضع الأمني المتدهور يحتاج إلى ما هو أكثر من برنامج حكومي نظري وتصريحات ووعود لا يوازيها إجراءات ونفوذ.
يبدو الوضع الأمني أشبه بالجني الذي لايمكن السيطرة عليه خصوصا في مثل هذا التعقيد السياسي الذي يمر به البلد.
الساحة اليمنية الآن متاحة لجميع أنواع الفلتان الأمني تفجيرات واغتيالات وحروب ووو الوضع الأمني يمثل التحدي الأكبر والأهم أمام حكومة بحاح التي يتوجب عليها تقديم برنامج أمني قابل للتطبيق ولا يخضع للمثاليات ويخرج عن مظلة التصريحات والوعود إلى أرض الواقع.
من الصعب أن نتحدث عن برنامج حكومي اقتصادي في وضع يرتفع فيه ميزان الاغتيالات والتفجيرات وينقرض فيه ميزان الإيرادات.
يستحيل الحديث عن تنمية زراعية في وقت لا زراعة تعلو فيه على زراعة العبوات الناسفة.
لايمكن استعادة قوة الدولة في ظل وجود أطراف متصارعة ومسلحة يتصرف كل منها على انه دولة داخل الدولة.
رئيس الوزراء قال ( أمام الحكومة مهام عاجلة لإعادة الاعتبار لمفهوم الأمن الشامل الذي يقوم أساسا على الولاء لله والوطن والشعب ،... ).
اعتقد أن المهمة ستكون صعبة خصوصا وأن الملف الأمني مرتبط بشكل مباشر بالتوتر السياسي والتباطؤ في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وترك الأمور على ما هي عليه معلقة يجعل الباب مفتوحا للمزيد من الفوضى الأمنية والانهيار الاقتصادي الشامل.
باختصار شديد التحدي الأمني هو الأبرز إذا تم فرض الأمن ما لم فالحديث عن برنامج حكومي أشبه بوعود القفز فوق الماء.
التدهور الأمني كان سببا رئيسيا في تحول المرحلة الانتقالية إلى اغتيالية وانتقامية وهوشلية وغوجانية ومع ازدياد التوتر الأمني أصبحنا لانتحدث عن انتقال بل عن انتشال لليمن من النفق المظلم الذي وقع فيه ومساعدته على استعادة حركته لمواصلة العملية الانتقالية.
وطالما ظلت العفاريت تحاصر مشروع اليمن المدني سيظل الوضع الأمني جني يصعب السيطرة عليه.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي