|
|
|
|
|
هم من أوجدوه فكيف يحاربونه؟
بقلم/ كاتب/عبدالواحد ثابت
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 27 يوماً الجمعة 26 ديسمبر-كانون الأول 2014 09:48 ص
العرب والمسلمون إما غافلون أو مستغفلون من قبل القوى الكبرى التي أصبحت تتحكم بمصير العالم وخصوصاً الدول العربية والإسلامية؛ لأنهم وجدوا فيهم الأذن التي تسمع ثم تطيع ولا تخالف أمراً مهما كان حتى ولو كان على حساب أهدافها ومصالحها القطرية أو القومية فما من صغيرة ولا كبيرة إلا وأوكلناها وأحلناها إلى هذه الدولة أو تلك من الدول الكبرى وفي مقدمة هذه الدول هي الولايات المتحدة التي جربناها ثم جربناها والتي لا تحيد عن خدمة أهدافها ومصالحها مهما ادعت أنها الصديق الوفي الذي يركن عليه الاعتماد في المساعدة لحل مشاكلنا، والقضية الفلسطينية هي المثل الأقوى أن هذه الدولة ليست الوسيط الذي يمكن الاعتماد عليه؛ لأنها تنطلق من سياسة مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني، ستة عقود من الزمن والقضية العربية تصطدم بالتعنت الأمريكي من خلال استخدامها حقها في الفيتو في مجلس الأمن الدولي والذي يعطل أو يمنع صدور أي قرار أجمع عليه بقية أعضاء المجلس وفي السنوات الأخيرة ظهر العدو المشترك لهذه الأمة وهو الإرهاب الذي تمثل في تنظيم القاعدة الذي أقلق الجميع بأفعاله التي لا ترضي شرعاً ولا ضميراً بل تتعارض مع كل القيم والمثل والأخلاق، لكن إذا عدنا إلى الماضي منذ أن بدأ ظهور إرهاب القاعدة وتساءلنا من الذي ساعد وأوجد هذا التنظيم الإرهابي والذي كان بدايته أفغانستان عندما كانت الحرب دائرة ضد الاتحاد السوفيتي حينها؟ والجواب لا يخفى على أحد، لقد كان وراء ذلك الولايات المتحدة وبعض دول في الإقليم المغرر بها والتي دفعت ببعض رعاياها إلى أفغانستان بهدف محاربة الشيوعية حسب زعم الولايات المتحدة وحلفائها، فاستطاعت تجميع كل تلك العناصر وأمدتهم بما مكنهم من الوقوف على أقدامهم وقوت شوكتهم فأعلنوا هذا التنظيم الإرهابي وأخيراً طفا إلى السطح تنظيم إرهابي آخر ليس له هدف سوى القتل والتدمير تحت مسمى (داعش) فقام هذا التنظيم بتدمير وقتل ما لا نستطيع ذكره لهول الأفعال التي قام ويقوم بها حتى اليوم في سوريا والعراق، وبدلاً من أن تقوم الدول العربية والإسلامية بالتعاون والتنسيق لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه وهي قادرة على ذلك هرولت صوب من يزرع مثل هذه التنظيمات الإرهابية لتستجير به وإنقاذه من هذا الخطر المحدق بها وهذا ما تريده تلك الدول وخصوصاً أمريكا حتى استجابت للنداء فحركت أساطيلها وطائراتها واستخباراتها وكل ما تدعيه من قدرة على النصر فهلل المسلمون وصفقوا للتجاوب مع ندائهم ومساعدتهم لمحاربة الإرهاب فكانت ولازالت الطائرات الحربية والأساطيل والجند تتحرك لمحاربة هذا التنظيم ويوهمونا بأن مئات الطلعات وبأحدث الطائرات غارت وتغير على مواقع وتجمعات الإرهابيين من داعش، إلا أن المتتبع للأمر لا يصدق جدية وإخلاص هذه الدول في محاربة الإرهاب في الأرض العربية والإسلامية وإلا لاستطاعت القضاء عليه في وقت قصير، لكن الأمر غير ذلك فهذه الدول وخصوصاً الولايات المتحدة تريد أن تحرك عجلة مصانع السلاح حتى تتمكن من البيع بمليارات الدولارات، وإلا ما معنى أن أوباما يصرح بأن الحرب ضد داعش سوف تستمر لسنوات، وهذا ما يريده الغرب وأمريكا؛ فمصائبنا نحن العرب هي فوائد لهم مع علمنا جميعاً أن كل شيء وكل صغيرة وكبيرة في هذه الحرب التي يقومون بها ليس حباً بنا ولا لسواد عيوننا بل مصالحهم لفرض ذلك، فكل شيء يخسرونه من سلاح وبترول وغذاء وحتى قتلى من جنودهم فكل ذلك محسوب ويدفع الفواتير خزائن العرب وليس سواهم وهي مليارات الدولارات، وهنا أريد أن استكمل هذه السطور القليلة بهذه الخلاصة وهي لو تعاون العرب والمسلمون بنوايا صادقة لمحاربة التنظيمات الإرهابية لاستطاعوا وانتصروا ووفروا الكثير من المليارات التي تنهب باسم محاربة الإرهاب؛ لأن الإرهاب هم من أوجدوه فكيف لهم أن يحاربوه وفيه فوائدهم.
|
|
|
|
|
|
|
|