لا أطيق أخبار اليوم .. لكنني ضد الطريقة التي مورست ضدها ..تلك الطريقة المستغلبة وغير القانونية تؤسس لتكميم حرية الصحافة والتعبير . على أن هذا الخطر سيعم الجميع لاشك ، إذ من يصفق لانتهاك تم على وسيلة إعلام من ناحية خصومته السياسية: غداً لن يتضامن معه أحد وقد صار في مرمى الانتهاك . لذلك نحتاج لوقفة أكثر من جادة تجاه الهستيريا التي تتم وتريد إعادة البلد الى عهد الرأي الواحد والمزاج الاقصائي وإغلاق الوسائل بدون حكم قضائي بحسب القانون .
ولعل مبدأ «ان حريتي تنتهي عندما تمس حرية الآخر» قد علمنا قيماً وطنية جليلة شقت طريقها وسط ظروف صعبة وتراكمت على مدى جيلين ، كما ساهمت بشدة في وضع حد للشمولية والاستبداد .
فمنذ بدء النضال من اجل الحفاظ على قيمة حرية التعبير في البلد -عقب الوحدة كمحطة وفي عام 2004 كمحطة اخرى –كان رفع سقف حرية الصحافة والاصرار على الحفاظ على هذا المكتسب الذي ناله الشعب والصحفيون وحملة الرأي بتضحيات جسام: هماً أولوياً لجميع الشرفاء والنيرين على اختلاف مشاربهم .
ثم إن التضامن مع مبدأ حرية الصحافة قيمة مقدسة وأصيلة ، وهنالك طرق قانونية للتعبير عن الاختلاف أو التضرر ، كما من غير المنطقي تجاوزها تحت أي مبررات او ذرائع ، وبالتالي لايمكن التنازل عن ذلك المكتسب العظيم -والذي انتزعناه انتزاعاً ولم يأتِ كمكرمة -بقدر مايجب الحفاظ عليه وتنميته .
لكن الأنكى في هذا كله أن ثمة من يظهر في حالة انفصام –مع ماكان ينادي به ويحث عليه- أمام انتهاك لوسيلة لايطيقها فيتواطأ مع مايحصل لها من جرم.
بالتأكيد نعرف جيداً اليوم بأن أوضاع المدافعين عن حقوق الانسان و حرية التعبير في اليمن صارت تتدهور قيمياً وأخلاقياً بشكل سريع ومخيف للأسف .
بينما الاختبار الكبير والمفصلي ان نكون على اتساق مع مبادئنا أولاً وأخيراً .
ويبقى من البدهي التذكير بأن حرية التعبير كل لا يتجزأ.