الرئيسية -أخبار -تقارير -تحقيقات -مقالات -حوارات -المحررين -إرشيف -سجل الزوار -راسلنا -بحث متقدم
التاريخ : الجمعة 26 إبريل-نيسان 2024آخر تحديث : 09:24 صباحاً
مقتل مواطن في ابين .... تعرف على سبب منع شمس الكويتية من العمل في العراق .... مليون مشترك لمحفظة جوالي الإلكترونية خلال فترة وجيزة .... وفاة شخص في عدن تعرف على السبب .... الهرري بعد عدن يظهر في المخا .... ضباط الشرطة الألمانية دون سراويل .... والد الطفلة حنين يتوعد بالانتقام لمقتل طفلته .... مقتل شقيقين بطريقة بشعة في المخا بتعز .... علبة تمر تتسبب بمقتل شخصين في عدن .... في عدن المعوز بـ1000سعودي ....
دكتور/د.عادل الشجاع
طباعة المقال طباعة المقال
RSS Feed مقالات
RSS Feed دكتور/د.عادل الشجاع
RSS Feed ما هي خدمة RSS 
دكتور/د.عادل الشجاع
هل الحرب على اليمن من أجل مواجهة الخطر الإيراني.. ؟
دعوة القوى السّياسية للعودة إلى طاولة الحوار
السعودية والأخطاء القاتلة في اليمن
قتل اليمنيين مستمرٌ
قوى تهدم ولا تبني
هل يستطيع المؤتمر الشعبي أن يتخذ قراراً..؟
قمامة الإرهاب..ومأساة اليمن
عته بعض المحلّلين السياسيين
النظام الفيدرالي ومراكز القوى
دعوة إلى الحياة وليس الموت

بحث

  
من الشرعية الدستورية إلى الشرعية الدستورية
بقلم/ دكتور/د.عادل الشجاع
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و 17 يوماً
السبت 07 فبراير-شباط 2015 05:19 ص


هي امرأة في العقد السادس من عمرها أقابلها كلما مررت من جولة ريماس، تبيع الصحف لتعول بنين وبنات كلهم في الجامعة، تسألني كلما مررت من هناك عن الوضع وعن المستقبل، وهل سيكون المستقبل آمناً بالنسبة لأولادها الذين تقضي جل وقتها في الشمس والريح لكي توفر لهم ما يقيم أودهم ويساعدهم على تحصيل دروسهم. 
قلت لها: أنت تبيعين المعلومة كل يوم، فكيف تسألينني؟ قالت: هناك أشياء عصية على الفهم، فقد عايشت الثورة الأولى ثم الثورة الثانية، ثم مابين الثورتين. وكل ما أريده أن تعود الدنيا إلى بساطتها الأولى، فقد تعقدت بشكل كبير ولا يوجد أحد يشرح ما يجري للبسطاء أمثالي. 
هذه المرأة واحدة من ملايين اليمنيين الذين عبروا عن أنفسهم بالصمت، فقد كان صمتهم هو الاستجابة الوحيدة لواقع رأوا أنه لم يعد واقعاً بأي معنى، وسيكون الاختبار الحقيقي لهؤلاء هو الانتخابات التي ينتظرونها بفارغ الصبر ليلقنوا أولئك الذين يتحدثون باسمهم درساً لن ينسوه أبداً. 
خرج الثوار في الثورة الأولى وقالوا نحن الشعب، ولم يكن عددهم يتجاوز 8 %، الأغلبية الصامتة كانت مشغولة بأشياء أخرى ولعلها في قرارة نفسها كانت تتوقع أنه لن تمضي أيام حتى يتحسر من كان في رأسه عقل أو ألقى السمع وهو شهيد. 
مثل هذه المرأة كان أغلب اليمنيين لهم رأي آخر فيما يجري، بينما كان المخيمون في الشوارع يتحدثون عن الشعب وإرادته القاهرة، ولكن هذا الشعب ذاته كان يشاهد مؤسساته تدمر وجيشه يفكك وأمنه يسرق. كان هؤلاء الصامتون يجلسون أمام التلفزيون وبجانب المذياع يتساءلون عن مصيرهم ومستقبل بلادهم وأولادهم، خاصة بعد أن رأوا الثوار وهم يغلقون المدارس والجامعات أدركوا حينها أنهم أمام مشروع تجهيل إجباري. 
حينما كان الثوار يقطعون شارع الدائري وهو المنفذ الوحيد بالنسبة لي للوصول إلى الشقة التي أسكنها كانوا يتوعدونني بالمحاكمة أمام محكمة الثورة، وكان الآخرون في الطرف الآخر يتهمونني بالعمالة مع أولئك الذين يقطعون الشارع بخيامهم، لأنهم يستكثرون عليّ العودة إلى شقتي. كما قلت لم يكن ميدان الجامعة بعيداً عن مكان إقامتي، في هذا الميدان الصغير وعلى امتداد شارع الدائري اجتمع الثوار ونصبوا خيامهم في جمع مالبث ان بلغ عشرات الآلاف، وقيل مئات الآلاف بل وقيل الملايين، كان الشباب في المقدمة، وتبعهم حزب الإصلاح ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك، وبعض من منظمات المجتمع المدني وأساتذة الجامعة وبعض الكتّاب والجمعيات المعروفة وغير المعروفة وبعض رجال الأعمال والجنرال علي محسن الذي أصبح حامي الثورة، لكنه لم يستطع حتى حماية نفسه. كان المدهش ذهاب كثير من حزب المؤتمر الشعبي العام من الوزراء والسفراء والقضاة وأغلبهم من الذين تلوثوا بالفساد أو ممن أصدر لهم علي عبدالله صالح قرارات بالمخالفة، وكان كل همهم أن يحموا أنفسهم ويحصلون على شهادة أنهم كانوا في إحدى خيام شارع الدائري. كنت ارتاد هذا الشارع ـ كما قلت ـ بحكم السكن لكنني كنت الوجه الآخر لهؤلاء، كان من يقابلني من الأصدقاء الأدباء والكتاب يتهمني بأنني خائن لدماء الشهداء، لكنهم لم يكونوا يعترفون بأنهم السبب في قتل هؤلاء ومثلهم الأصدقاء من أساتذة الجامعة الذين كانوا يحرضون عليّ بين الحين والآخر. يتمنون زوالي بل ويتشفون بي في كل اعتداء كنت أتعرض له. كانوا يقولون في مجالسهم إن دوري في التلفزيون في إقناع الناس أخطر من دور الحرس الجمهوري. كنت أتحدث عن الشرعية الدستورية وهم يتحدثون عن الشرعية الثورية. كنت أتحدث عن الوحدة للجميع وهم يتحدثون عن حقوق مناطقية، أتحدث عن الدستور وهم يتحدثون عن دستور جديد، أتحدث عن حاجة البلاد للمدارس والجامعات والطرقات والمستشفيات والحدائق وهم يغلقون المدارس والجامعات ويكسرون أرصفة الشوارع لاستخدام الحجارة في قذف الآخرين. كنت أنادي بالحفاظ على النظام وليس السلطة، وهم ينادون بإسقاطه. سقط النظام فكان أول من دفع الثمن هم لأنهم لم يجدوا نظاماً يحميهم من شريكهم الذي ذهب إلى ثورة ثانية. كنت أدرك أن كلمة سلمية ماهي إلا شعار تتوارى خلفه كتلة من الحقد والكراهية وتصفية الحسابات والثأر من الشعب الذي لم يستجب لهم. كنت ممنوعاً من وسائلهم الإعلامية فأصبحت اليوم ضيفاً مرحباً به ويعتد بكلامه في هذه الوسائل. الخلاصة أن الدستور والشرعية الدستورية التي كنا ننادي بها وكانوا يرفضونها هي التي أنقذتهم اليوم وأنقذت البلاد. والمهم في هذا كله أن الأغلبية الصامتة كانت تراقب المشهد التراجيدي وهي لا تعرف إلى أين سيمضي الوطن إلى العلا أم إلى السقوط. كانوا يشاهدون كل شيء ويعرفون كل شيء، لكنهم لم يكونوا يستطيعوا ربط الأحداث ببعضها، فلم يعرفوا لماذا تنفعل الأحزاب إلى هذه الدرجة فيسقط القتلى هنا وهناك. 
وبعد هذا كله يحتاج اليمن إلى تعزيز التماسك الوطني وإصلاح نسيجه الاجتماعي المهترئ. علينا أن نسترجع ما حصل في اليمن وخاصة في فترة ما سمي بـ«الجديد». 

تعليقات:
الإخوة / متصفحي موقع ردفان برس نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات
مقالات
صحافي/عبدالباري عطوان
أبرز توجهات العاهل السعودي الجديد تجاه القضايا العربية وصحة ابتعاده عن السيسي
صحافي/عبدالباري عطوان
كاتب/عباس غالب
هل لاتزال ثمة فرصة للإنقاذ؟!
كاتب/عباس غالب
كاتب/علي ناصر البخيتي
الإعلان "الحوثي" انقلاب مكتمل الأركان
كاتب/علي ناصر البخيتي
كاتب/فتحي أبو النصر
أن نكون على اتساق مع مبادئنا
كاتب/فتحي أبو النصر
دكتور/د.عمر عبد العزيز
السير بقدم واحدة
دكتور/د.عمر عبد العزيز
كاتب/فيصل الصوفي
هم منا أهل اليمن
كاتب/فيصل الصوفي
الـــمـــزيـــــد

جميع الحقوق محفوظة © 2009-2024 ردفان برس
برنامج أدرلي الإصدار 7.2، أحد برمجيات منظومة رواسي لتقنية المعلومات والإعلام - خبراء البرمجيات الذكية
انشاء الصفحة: 0.068 ثانية